تتجلى الغيرة على الله في الخدمة الحارة له وفي السير الدؤوب في طريقه. وبالتالي، لا مكان للعامل الفاتر في خدمة الرب.
النوع الصحيح من الغيرة
كتب داود في العهد القديم، ” لأَنَّ غَيْرَةَ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي، وَتَعْيِيرَاتِ مُعَيِّرِيكَ وَقَعَتْ عَلَيَّ.”(مزمور 9:69). أظهر داود غيرته لله بإحضار تابوت العهد إلى جبل صهيون (2 صموئيل 12:6-19)؛ في الرغبة في بناء مقدس للرب في أورشليم (2 صموئيل 2:7)؛ وفي جمع المواد للمبنى الذي لم يُسمح له ببنائه(1 أخبار الأيام 14:28-18؛ 2:29-5) وفي تعليم سليمان احترام الهيكل (1 أخبار الأيام 9:28-13).
في العهد الجديد، أظهر يسوع غيرة كبيرة على هيكل الله عندما طرد الصيارفة والتجار من الهيكل. فَتَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ:«غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي». (يوحنا 17:2). رغب يسوع من صميم قلبه أن يتم استخدام بيت أبيه للغرض الذي كُرِّس من أجله ألا وهو للعبادة (خروج 8:25و9؛ متى 13:21). عندما دنّسه رجال الدين بصفقات بيع وشراء غير مقدّسة، غيرة الآب إحترقت في قلب يسوع وأكَلتهُ.
النوع الخاطئ من الغيرة
افتخر اليهود بغيرتهم على الله وناموسه المقدس (أعمال الرسل 20:21؛ 3:22؛ غلاطية 14:1). وقد وصف بولس غيرتهم جيدًا في الأمور المتعلقة بالدين خلال تلك الفترة. لكن التاريخ المحزن لليهود هو أنهم، على الرغم من حماسهم وغيرتهم الدينية الكبيرة، لم يحصلوا على بر الله. لأنهم رفضوا المسيح وصلبوه (لوقا 20:24).
بالنسبة إلى “غيرتهم” على الناموس ، كتب بولس ،” وَلكِنَّ إِسْرَائِيلَ، وَهُوَ يَسْعَى فِي أَثَرِ نَامُوسِ الْبِرِّ، لَمْ يُدْرِكْ نَامُوسَ الْبِرِّ! لِمَاذَا؟ لأَنَّهُ فَعَلَ ذلِكَ لَيْسَ بِالإِيمَانِ، بَلْ كَأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. فَإِنَّهُمُ اصْطَدَمُوا بِحَجَرِ الصَّدْمَةِ،”(رومية 31:9و32). حاولت إسرائيل الحفاظ على “ناموس الحق” لكنها لم تنجح في حفظ هذا الناموس. سبب فشلهم هو أن البر القائم على الناموس يتطلب حفظًا كاملاً لذلك الناموس، وهذه الطاعة لا يمكن لأحد أن يطيعها من دون الدعم الإلهي.
لذلك، لم يتمكن اليهود من بلوغ المستوى العالي للناموس والبر. وبالتالي، كانت ديانتهم بالتمام شرعية ظاهرياً. ولكن إظهارهم الخارجي للطاعة الخارجية كان مجرد غطاء للخيانة الداخلية (رومية 17:2-29). كل ما كانوا محتاجون إليه لشفاء قلوبهم هو قبول المسيح ونعمته الخلاصية وتمكينهم للطاعة من خلال قوته.” إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا.”(2 كورنثوس 17:5).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team
