لا يذكر الكتاب المقدس أن يسوع عمّد الناس. يقول الرسول يوحنا:” فَلَمَّا عَلِمَ الرَّبُّ أَنَّ الْفَرِّيسِيِّينَ سَمِعُوا أَنَّ يَسُوعَ يُصَيِّرُ وَيُعَمِّدُ تَلاَمِيذَ أَكْثَرَ مِنْ يُوحَنَّا، مَعَ أَنَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ لَمْ يَكُنْ يُعَمِّدُ بَلْ تَلاَمِيذُهُ،)”(يوحنا 1:4-2). لا تذكر الأسفار المقدسة سبب عدم تعميد يسوع بنفسه لأحد.
قد يكون أحد الأسباب أو التفسيرات لذلك هو أن يسوع تجنب أن يخلق في أذهان الناس مفهومًا مفاده أن أولئك الذين اعتمدوا منه ورثوا مزايا أكثر من غيرهم ، وبالتالي سيكون لديهم المزيد من السلطة في الكنيسة بعد صعوده. عرف يسوع أن الناس يميلون إلى إثارة الانقسامات بينهم وتأليه بعض الناس. كانت هذه مشكلة مثيرة للانقسام في كنيسة كورنثوس عندما قال البعض :«أَنَا لِبُولُسَ» وَآخَرُ:«أَنَا لأَبُلُّوسَ» (كورنثوس الأولى 4:3). ربما حاول يسوع محو أي سبب يؤدي إلى الانقسام.
هذا لا يلغي إمكانية أن يكون يسوع قد عمّد البعض لأنه عندما طلب يسوع من يوحنا المعمدان أن يعمده، لم يستبعد يوحنا احتمال قيام يسوع بهذه الخدمة وأجاب قائلاً: «أَنَا مُحْتَاجٌ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ…» (متى 14:3). أدرك يوحنا أن لمعمودية يسوع معنى أعمق، قال:” أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَةِ، وَلكِنِ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي هُوَ أَقْوَى مِنِّي، الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ.”(متى 11:3). فهم يوحنا معموديته على أنها مجرد تحضير لعمل المسيح وأنه مجرد “رسول” مرسل ليُهِّئُ الطرِيقَ قُدَّامَ الرب.(مرقس 2:1).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team