الأصل
أول ذكر للفريسيين كان المؤرخ اليهودي / الروماني فلافيوس جوزيفوس. ووصف الطوائف الثلاث التي انقسم اليهود إليها عام 145 قبل الميلاد. كانت المدارس الدينية الرئيسية الثلاثة في اليهودية هي الفريسيون والصدوقيون والإسينيون.
عندما كان اليهود أسرى في بابل، أخبرهم أنبياء الله أن أعدائهم قد هزموهم بسبب خيانتهم لإيمانهم. رداً على ذلك، نشأت طائفة الفريسيين لحماية إسرائيل من قبول المعتقدات الوثنية. لذلك، أقامت هذه الطائفة نظامًا من القواعد الصارمة لحماية الأمة من ممارسة عبادة الأصنام.
فريسي بالعبرية يعني الانفصاليين أو المنفصلين. كانوا يتألفون من مجموعة محافظة من المتعلمين الذين كانوا متحمسين للكتاب المقدس وشريعة الله. لهذا السبب، كانوا يحظون بمقام أعلى بكثير من مقام الصدوقيين. وعلى الرغم من أنهم كانوا أقلية في السنهدرين، إلا أنهم كانوا يتمتعون بسلطة وتأثير أكبر في قيادة الأمة.
اللاهوت
لكن الفريسيين خالفوا تعاليم الله بمعاملة تقاليدهم التي لا معنى لها على أنها لها نفس سلطة الكتاب المقدس (متى 14:9؛ مرقس 1:7-23؛ لوقا 42:11). وقلّت علاقتهم مع الله إلى أصبح لاهوتهم عبارة عن قائمة قوانين ناشفة من القواعد والطقوس. لقد اعتمدوا على أعمالهم كوسيلة لخلاصهم بدلاً من الاعتماد على مزايا المخلِّص, وعلّموا الناس معتقداتهم الخاطئة.
يسوع والفريسيون
توسل الرب إلى الفريسيين قائلاً:” وَأَنْتُمْ أَيْضًا، لِمَاذَا تَتَعَدَّوْنَ وَصِيَّةَ اللهِ بِسَبَب تَقْلِيدِكُمْ؟”(متى 3:15-6). ثم خاطب الشعب قائلا :«انْظُرُوا، وَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ». لم يفهم الشعب ما يقول لهم, فقال لهم:”كَيْفَ لاَ تَفْهَمُونَ أَنِّي لَيْسَ عَنِ الْخُبْزِ قُلْتُ لَكُمْ أَنْ تَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ؟ …ثم أوضح لهم أنه يقصد تَعْلِيمِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ.”(متى 6:16-12). وأضاف:” … إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ.”(متى 20:5).
إنتهر يسوع الفريسيين على ديانتهم الخارجية، وريائهم، وبرّهم الذاتي الشرير, قائلاً:” وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً، وَهِيَ مِنْ دَاخِل مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ.”(متى 27:23؛ متى 13:23). دعاهم الرب أن يغيِّروا طرقهم لكنهم لم يتجاوبوا مع دعواته.
للأسف، ترك معظم الفريسيين غيرتهم للشريعة تطغى على محبتهم للرب ولإخوتهم البشر. ورفضوا المسيح وأصبحوا أشد خصومه شراسة وفتكًا إلى أن في النهاية قتلوه.(متى 20:27-22؛ مرقس 13:15؛ لوقا 21:23).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team