قصد الرب أن يكون المسيحيون، عن طريق العشور والتقدمات، شركاء في بركات الله العظيمة. ” هَاتُوا جَمِيعَ الْعُشُورِ إِلَى الْخَزْنَةِ لِيَكُونَ فِي بَيْتِي طَعَامٌ، وَجَرِّبُونِي بِهذَا، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ، إِنْ كُنْتُ لاَ أَفْتَحُ لَكُمْ كُوَى السَّمَاوَاتِ، وَأَفِيضُ عَلَيْكُمْ بَرَكَةً حَتَّى لاَ تُوسَعَ. وَأَنْتَهِرُ مِنْ أَجْلِكُمْ الآكِلَ فَلاَ يُفْسِدُ لَكُمْ ثَمَرَ الأَرْضِ، وَلاَ يُعْقَرُ لَكُمُ الْكَرْمُ فِي الْحَقْلِ، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ.”(ملاخي 10:3و11).
في العهد القديم، أمر الله باستخدام العشور لدعم اللاويين الذين كانوا خدامه. في العهد الجديد وفي 1 كورنثوس 13:9، يقول الله أنه تمامًا كما كان الكهنة القدامى يُدفع لهم من عشور الهيكل، كذلك يجب أن يُدفع لخُدّام الإنجيل اليوم من العشور التي تُعطى من خلال الكنيسة.
قد يتساءل البعض: هل نظام العشور جزء من شريعة موسى القديمة التي انتهت عند الصليب؟ فإن الإجابة ستكون لا! أعطى كل من إبراهيم ويعقوب عُشر دخلهما لله قبل وقت طويل من إعطاء شريعة موسى. ولأن إبراهيم ويعقوب كانا قبل زمن سيناء، نعلم أن العشور لم تكن جزءًا من الناموس الطقسي الذي انتهى عند الصليب. الشرائع التي انتهت عند الصليب هي فقط تلك التي أشارت إلى عمل تضحية المسيح التي تممها بموته على الصليب, مثل الذبائح وخدمات الهيكل الاحتفالية. قانون العشور هو خطة الله لدعم الخدمة، ولا يزال ساري المفعول حتى اليوم.
لقد صادق يسوع على العشور في العهد الجديد قائلاً:”وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ، وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ.”(متى 23:23). رأى يسوع أن الفريسيين البخلاء كانوا يعدّون أوراقًا فردية وبذورًا صغيرة للحصول على العشور بدلاً من أخذها إلى الهيكل بواسطة المكيال. لذلك، وبخهم لكونهم صارمين في العشور بينما فشلوا في الحق والرحمة والإيمان. لم يدينهم يسوع بسبب العشور، ولكن لتجاهلهم المبادئ العظيمة الأخرى للمسيحية. لهذا قال:” كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هذِهِ (تكلم عن العشور) وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ.”
كما أيد الرسول بولس نظام العشور في عبرانيين 8:7 ” وَهُنَا أُنَاسٌ مَائِتُونَ يَأْخُذُونَ عُشْرًا، وَأَمَّا هُنَاكَ فَالْمَشْهُودُ لَهُ (يسوع) بِأَنَّهُ حَيٌّ.”.
أما عن التقدمات فيقول الكتاب المقدس: ” كُلُّ وَاحِدٍ حَسْبَمَا تُعْطِي يَدُهُ، كَبَرَكَةِ الرَّبِّ إِلهِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ.”(تثنية 17:16)؛ و” كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا يَنْوِي بِقَلْبِهِ، لَيْسَ عَنْ حُزْنٍ أَوِ اضْطِرَارٍ. لأَنَّ الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ اللهُ.”(2 كورنثوس 7:9).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team