في العهد الجديد، علّم يسوع «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ».(متى 17:4؛ مرقس 15:1). وعلّم بطرس،” تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ “(أعمال الرسل 38:2). وفي العهد القديم، قال الرب:” وَأُعْطِيكُمْ قَلْبًا جَدِيدًا، وَأَجْعَلُ رُوحًا جَدِيدَةً فِي دَاخِلِكُمْ، “(حزقيال 26:36). الفكرة الأساسية في كلمة التوبة بالعبرية هي “التحويل”. حسب هذا التعريف، يترك الناس خطاياهم. والمعنى الناتج هو أن يتغيّر الفكر والتصرفات بعد ذلك.
دور المؤمن
التوبة لا تعني أن الإنسان يستطيع أن يخلّص نفسه بقدرته. لكن هناك دور عليع أن يقوم به في عمل الخلاص. الخطيّة لها جذورها في العقل. تخطط الروح لعمل الخطيّة قبل أن تتمكن الرغبة من السيطرة على العقل. إذن، فإن أصل الخطيّة ينشأ في العقل الذي يجعل الإنسان يختار طريق الشر. حل المشكلة هو تصحيح هذه النظرة الأساسية. وهذا هو المقصود بالتوبة. يجب أن يحدث التغيير في العقل أولاً.
يخبرنا الكتاب المقدس،” لاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ.”(رومية 12:2). التوبة الحقيقية،إذن، هي عمل العقل. علينا أن نقوم بفحص معمّق للحياة لمعرفة العوامل التي أدت إلى الخطيّة، وكذلك فحص كيفية تجنب الخطيّة في المستقبل. وبالتالي، فإن التوبة هي العملية التي يتم بموجبها استبعاد الخطيّة من الحياة (غلاطية 16:5-18). لا يستطيع الرب أن يغفر الخطايا التي ما زالت موجودة في عقلنا.
السبب في فشل العديد من المؤمنين في تجربتهم المسيحية هو أنهم لم يعطوا الحرية الكاملة للروح القدس بتغيير فكرهم من ناحية الخطيّة (أفسس 23:4)؛ لم يأخذوا خطاياهم على محمل الجد، ليجدوا كيف، من خلال القوة المُعطاة لهم بنعمةالرب، يستطيعون الإنتصار الكامل على تلك الخطايا.
لكي يتوب الإنسان، عليه أن يفهم علاقة التوبة بالاعتراف. هذا هو سبب تشديد الكتاب المقدس على التوبة بدلاً من الاعتراف. الاعتراف بدون توبة لا قيمة له. ولكن بمجرد التوبة عن الخطية، ثم الاعتراف بها، تُغفر لنا (1 يوحنا 9:1).
دور الرب
الرب لا يجبر الإنسان بدون إذنه وتعاونه (يشوع 15:24). وهو يهب الروح القدس ليساعد المؤمن بواسطة إدانته بالخطيّة والتغلب عليها (لوقا 9:11-11). لا يستطيع لإنسان أن يغيِّر نفسه (يوحنا 5:15). ولكن عندما يختار أن يقوم بالتغيير ويطلب المساعدة من الرب، حينها يستجيب الرب لصلاته ويعطيه القوة من فوق للتغيير (فيلبي 13:4؛ 2 كورنثوس 14:2).
عندما يحفظ المؤمنون وصايا الله، حينها يجعل الرب نفسه مسؤولاً عن نجاح عمل التغيير هذا. ففي المسيح، قوة لإنهاء المهمة، وقوة لمقاومة التجربة والنعمة لتحمل التجارب. لكي يعلن المؤمنون حينها:” …فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا” (رومية 37:8). الذي أحب أولاده حتى الموت يعيش الآن فيهم لمواصلة عمل خلاصهم (غلاطية 20:2).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team