يمكن للشياطين العودة
من الممكن للشياطين أن تعود لتسكن البشر. قال يسوع:” إِذَا خَرَجَ الرُّوحُ النَّجِسُ مِنَ الإِنْسَانِ يَجْتَازُ فِي أَمَاكِنَ لَيْسَ فِيهَا مَاءٌ، يَطْلُبُ رَاحَةً وَلاَ يَجِدُ. ثُمَّ يَقُولُ: أَرْجعُ إِلَى بَيْتِي الَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ. فَيَأْتِي وَيَجِدُهُ فَارِغًا مَكْنُوسًا مُزَيَّنًا. ثُمَّ يَذْهَبُ وَيَأْخُذُ مَعَهُ سَبْعَةَ أَرْوَاحٍ أُخَرَ أَشَرَّ مِنْهُ، فَتَدْخُلُ وَتَسْكُنُ هُنَاكَ، فَتَصِيرُ أَوَاخِرُ ذلِكَ الإِنْسَانِ أَشَرَّ مِنْ أَوَائِلِهِ!…”(متى 43:12-45).
على ما يبدو، من الممكن أن تعود الشياطين إذا وجدوا المكان “فارغًا”. لذلك، فإن الحل هو أن تملأه بالرب والروح القدس. الشخص الذي عادت وسكنته الشياطين فشل في اتخاذ موقف حازم مع الله. كانت نواياه جيدة. لم يتوقع عودة الروح الشرير وفشل في إخضاع قلبه بالكامل لسيطرة المسيح.
إخضاع القلب للمسيح يعني التخلي عن بعض الخطايا العزيزة التي لم يكن مستعدًا للتوبة عنها. لو استسلم للمسيح، لكان قد اكتسب من الرب قوة جديدة ليطرد كل شر (رومية 16:6)، ولما استطاع الروح النجس من الدخول إلى قلبه.
استمرار السير مع الرب يومياً
لا يتمثل الدين المسيحي بشكل أساسي في الإبتعاد عن الشر، بل يتمثل في السير مع الرب يومياً بالنعمة. لا يكفي أن تطرد الشياطين، سواء كان حرفياً أو معنوياً. يجب أن يأتي روح الله إلى الحياة ويسيطر على الفكر والسلوك (أفسس 22:2).
في الكثير من الأحيان يعاني أولئك الذين تحرروا من مرض الخطيّة من الانتكاس ويصبحون أضعف روحيا مما كانوا عليه من قبل. غير مدركين لمدى الحرص الذي يجب أن يكونوا عليه للهروب من التجارب والإنغماس بالتأثيرات الجيدة، فهم يكشفون أنفسهم من دون سبب لتأثيرات الشر ويختبرون نتائج مميتة.
الأمان الوحيد للمسيحي هو التسليم الكامل للرب كي يستفيد من حياة الرب الكاملة بداخله. هذا هو سر الحياة المسيحية المنتصرة – حيث يثبت المسيح فينا ويعيش فينا نفس الحياة المثالية التي عاشها هنا على الأرض.
قال يسوع:” اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ، كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ.”(يوحنا 15: 4). يمكن للمسيحي أن يثبت في المسيح بالدراسة اليومية للكلمة والصلاة والشهادة.
كتب الرسول بولس:”مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي.”(غلاطية 2: 20).
اعتبر بولس نفسه ميتًا عن الخطية وعن العالم وتجارب الجسد. لم تعد هذه المسارات تروق له، ولم يكن هناك مكان لها في ذهنه. بينما كان بولس ميتًا عن الخطيّة، كان حيًا جدًا لله. لقد كان نشيطًا بعد الاهتداء كما كان من قبل، لأن حياة المسيحي ليست حياة خمول.
إن حكاية عودة الشيطان هي تحذير جاد للمتحسنين سطحياً؛ لا يكفي أن نرفض الشر، بل يجب أن نهتم ” بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ،”(كولوسي 1:3 و2). يسوع يدعوا الناس ويقول:”هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي.”(رؤيا 20:3).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team