الصوم
الصوم حسب الكتاب المقدس هو وقت مقدس يمتنع فيه المسيحيون عن الطعام أو غيره من الملذات ويأخذون الوقت للتركيز على الله. نرى في الكتاب المقدس أن الكثير من الناس قد صاموا. صام موسى على جبل سيناء (خروج 28:34). صامت حنة لما أرادت ابناً من الله (صموئيل الأول 1: 7). صام داود عدة مرات. علّم يوحنا المعمدان تلاميذه أن يصوموا (مرقس 18:2، لوقا 33:5). في قيصرية اتت الرؤيا لكرنيليوس بعد أن صام (أعمال الرسل 30:10). صامت الكنيسة في أنطاكية عندما أرسلوا بولس وبرنابا في رحلتهم التبشيرية الأولى (أعمال الرسل 3:13).
في زمن الكتاب المقدس، كانت مدة الصوم عمومًا يومًا واحدًا. في قضاة 26:20 يقول ” فَصَعِدَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكُلُّ الشَّعْبِ وَجَاءُوا إِلَى بَيْتِ إِيلَ وَبَكَوْا وَجَلَسُوا هُنَاكَ أَمَامَ الرَّبِّ، وَصَامُوا ذلِكَ الْيَوْمَ إِلَى الْمَسَاءِ، وَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ أَمَامَ الرَّبِّ.” لكن في بعض الأحيان ، كان الصوم في زمن الكتاب المقدس ثلاثة أيام (إستير 16:4) أو حتى سبعة أيام (صموئيل الأول 13:31).
صوم يسوع
أهم صوم على الإطلاق كان عندما صام يسوع أربعين يومًا. قبل أن يبدأ خدمته على هذه الأرض، خصص وقتًا للصلاة والصوم. نقرأ في متى 4: 2،” فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيرًا.” بما أن يسوع كان أيضًا إنسانًا، فقد أعد نفسه لمحاربة رغبات الجسد باختياره أن يصوم وحينها انتصر على الشيطان (متى 4: 1-11).
الصلاة والصوم
على الرغم من أن الصوم ليس الزامي، إلا أنه يجب أن يكون جزءًا مهمًا من حياة المسيحي. غالبًا يكون الصوم والصلاة مرتبطان ببعضهما (لوقا 37:2؛ 33:5). في كثير من الأحيان، يتم التركيز على التقليل من الأكل. بينما الأهم هو صرف أعيننا عن الأشياء الموجودة في العالم والتركيز تمامًا على الله.
هناك أنواع أخرى من الصوم. أي شيء نمتنع عنه مؤقتًا من أجل تركيز كل انتباهنا على الله يمكن اعتباره أيضًا صومًا (كورنثوس الأولى 7: 1-5). يمكن لأي شخص أن يصوم، لكن البعض قد لا يتمكن من الصيام عن الطعام لأسباب صحية.
الصوم الذي يطلبه الله
الصوم ليس مجرد الإمتناع عن الطعام، بل يجب أن يتضمّن الصلاة والتوبة ومساعدة الآخرين:”أَلَيْسَ هذَا صَوْمًا أَخْتَارُهُ: حَلَّ قُيُودِ الشَّرِّ. فَكَّ عُقَدِ النِّيرِ، وَإِطْلاَقَ الْمَسْحُوقِينَ أَحْرَارًا، وَقَطْعَ كُلِّ نِيرٍ. أَلَيْسَ أَنْ تَكْسِرَ لِلْجَائِعِ خُبْزَكَ، وَأَنْ تُدْخِلَ الْمَسَاكِينَ التَّائِهِينَ إِلَى بَيْتِكَ؟ إِذَا رَأَيْتَ عُرْيَانًا أَنْ تَكْسُوهُ، وَأَنْ لاَ تَتَغَاضَى عَنْ لَحْمِكَ. «حِينَئِذٍ يَنْفَجِرُ مِثْلَ الصُّبْحِ نُورُكَ، وَتَنْبُتُ صِحَّتُكَ سَرِيعًا، وَيَسِيرُ بِرُّكَ أَمَامَكَ، وَمَجْدُ الرَّبِّ يَجْمَعُ سَاقَتَكَ. حِينَئِذٍ تَدْعُو فَيُجِيبُ الرَّبُّ. تَسْتَغِيثُ فَيَقُولُ: هأَنَذَا. إِنْ نَزَعْتَ مِنْ وَسَطِكَ النِّيرَ وَالإِيمَاءَ بِالأصْبُعِ وَكَلاَمَ الإِثْمِ وَأَنْفَقْتَ نَفْسَكَ لِلْجَائِعِ، وَأَشْبَعْتَ النَّفْسَ الذَّلِيلَةَ، يُشْرِقُ فِي الظُّلْمَةِ نُورُكَ، وَيَكُونُ ظَلاَمُكَ الدَّامِسُ مِثْلَ الظُّهْرِ. وَيَقُودُكَ الرَّبُّ عَلَى الدَّوَامِ، وَيُشْبعُ فِي الْجَدُوبِ نَفْسَكَ، وَيُنَشِّطُ عِظَامَكَ فَتَصِيرُ كَجَنَّةٍ رَيَّا وَكَنَبْعِ مِيَاهٍ لاَ تَنْقَطِعُ مِيَاهُهُ.” (إشعياء 58: 6-11).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team