أليس الكتاب المقدس ضد عقوبة الإعدام عندما يقول لا تجازوا أحدا عن شر بشر؟

لا تجازوا الشر بالشر

كتب بولس:”لا تجازوا أحدا عن شر بشر. مُعْتَنِينَ بِأُمُورٍ حَسَنَةٍ قُدَّامَ جَمِيعِ النَّاسِ.إِنْ كَانَ مُمْكِنًا فَحَسَبَ طَاقَتِكُمْ سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاسِ.لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:«لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ.”(رومية 17:12-19). يعلِّم البعض أن الكتاب المقدس يعارض عقوبة الإعدام لأنه يقول:”لا تجازوا أحدا عن شر بشر”. هل هذا صحيح؟

في رومية 12، لا يتناول الكتاب المقدس عقوبة الإعدام ولكنه يتحدث ضد الانخراط في قضايا شخصية والسعي إلى الانتقام. لم يكن بولس أبدًا ضد إنزال العقاب على أعمال الأشرار الخاطئة في المجتمع. ولكنه هنا ينصح المؤمنين بضبط النفس والحذر من إظهار العداء للآخرين. عندما لا نبادل الشر بالشر، يُظهر المسيحيون محبتهم لإخوانهم البشر.

المسيحي الذي يريد أن يشرق نوره أمام الناس، لكي يروا أعماله الصالحة ويمجدوا أباه الذي في السماوات (متى 16:5)، سيسيطر على غضبه، وبدلاً من الانتقام، سيُظهر استعدادًا للمصالحة. . هذه الأعمال ستجعل الناس يرون طبيعة محبة الله. قال يسوع:” بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ”(يوحنا 35:13).

ينبغي على المسيحيين أن يتوخوا الكثير من الحذر حتى يكون سلوكهم مشابهًا لسلوك المسيح. وعليهم أن يفعلوا كل شيء ليكونوا بلا لوم أمام الله والناس. يجب على أتباع رب المحبة أن يتأكدوا من أن سلوكهم دائمًا فوق الشبهات. ويجب ألا يعطوا أبدًا فرصة للكراهية.

عقوبة الإعدام

يدعم العهد الجديد عقوبة الإعدام للمواطنين الذين يرتكبون جرائم تستحق الموت. يستخدم الرب الحكومة المدنية كوسيلة للعدالة. ينبغي على السلطات القانونية في دول العالم معاقبة المجرمين بتنفيذ عقوبة الإعدام، وذلك حماية لمواطنيها وتأمين الأمن والنظام، كما يظهر في المقطع التالي:

“لِتَخْضَعْ كُلُّ نَفْسٍ لِلسَّلاَطِينِ الْفَائِقَةِ، لأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلاَّ مِنَ اللهِ، وَالسَّلاَطِينُ الْكَائِنَةُ هِيَ مُرَتَّبَةٌ مِنَ اللهِ، حَتَّى إِنَّ مَنْ يُقَاوِمُ السُّلْطَانَ يُقَاوِمُ تَرْتِيبَ اللهِ، وَالْمُقَاوِمُونَ سَيَأْخُذُونَ لأَنْفُسِهِمْ دَيْنُونَةً. فَإِنَّ الْحُكَّامَ لَيْسُوا خَوْفًا لِلأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ بَلْ لِلشِّرِّيرَةِ. أَفَتُرِيدُ أَنْ لاَ تَخَافَ السُّلْطَانَ؟ افْعَلِ الصَّلاَحَ فَيَكُونَ لَكَ مَدْحٌ مِنْهُ، لأَنَّهُ خَادِمُ اللهِ لِلصَّلاَحِ! وَلكِنْ إِنْ فَعَلْتَ الشَّرَّ فَخَفْ، لأَنَّهُ لاَ يَحْمِلُ السَّيْفَ عَبَثًا، إِذْ هُوَ خَادِمُ اللهِ، مُنْتَقِمٌ لِلْغَضَبِ مِنَ الَّذِي يَفْعَلُ الشَّرَّ.” (رومية 1:13-4 وأيضًا 1 بطرس 13:2).

وفي العهد القديم نرى أن الرب سمح بممارسة عقوبة الإعدام:“ كُلُّ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا فَعَلَى فَمِ شُهُودٍ يُقْتَلُ الْقَاتِلُ. وَشَاهِدٌ وَاحِدٌ لاَ يَشْهَدْ عَلَى نَفْسٍ لِلْمَوْتِ. وَلاَ تَأْخُذُوا فِدْيَةً عَنْ نَفْسِ الْقَاتِلِ الْمُذْنِبِ لِلْمَوْتِ، بَلْ إِنَّهُ يُقْتَلُ.”(عدد 30:35-31، وكذلك خروج 12:21؛ تثنية 11:19-12؛ خروج 14:21-17؛ تكوين 6:9؛ خروج 19:22).

الأمر الإلهي أعطى للحكومات المدنية سلطة قضائية، وأذن لها بتطبيق عقوبة الإعدام. لقد استغرق الله وقتًا لبناء جدار ضد انتشار الشر، وبالتالي وضع الأساس لتطور مدني منظّم للبشرية. الكتاب المقدس يؤيّد عقوبة الإعدام.

في خدمة الرب,
BibleAsk Team