أليست عودة اليهود إلى إسرائيل تحقيقا لنبوة الكتاب المقدس؟

Author: BibleAsk Arabic


العالية هي عودة اليهود  من الشتات إلى إسرائيل. إبتدأت هذه المرحلة في أواخر القرن الثامن عشر الى أن تأسست إسرائيل ما بعد الحرب العالمية الثانية. منذ تأسيسها، عاد حوالي 3 ملايين يهودي إلى إسرائيل.

الوعد المشروط

كان عهد الله لإسرائيل القديمة مشروطًا بطاعتهم له.” وَإِنْ سَمِعْتَ سَمْعًا لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ لِتَحْرِصَ أَنْ تَعْمَلَ بِجَمِيعِ وَصَايَاهُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ، يَجْعَلُكَ الرَّبُّ إِلهُكَ مُسْتَعْلِيًا عَلَى جَمِيعِ قَبَائِلِ الأَرْضِ،”(تثنية 1:28 وحزقيال 26:36-28).

لو أطاعوا، لكانت إقامة اليهود في أرض إسرائيل دائمة. ولكانت أورشليم بقيت إلى الأبد. منها كانت ستخرج رسالة السلام لتجعل العالم كله تحت روح الحق.

تُظهر الكلمات التي تقول” وَيَكُونُوا لِي شَعْبًا، فَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلهًا” (حزقيال 20:11؛ إرميا 23:7؛ 11:4؛ 22:30) ، علاقة العهد التي أقامه يهوه لإسرائيل. تضمّن هذا العهد أكثر من الاستقلال والازدهار. تضمّن الخطة الكاملة لجعل إسرائيل المركز الروحي لجهود الإرسالية العالمية.

خيانة اسرائيل

للأسف، أثبتت إسرائيل أنها غير مخلصة، وبالتالي فقدت الدعوة المجيدة ووعود عهد الرب التي كانت قد تكون لها، (تثنية 1:28-14). لذلك، لم يكن أمام الرب خيار سوى احترام حرية إختيارهم. وتُركت الأمة إلى المصير الذي اختارته. ونالت لعنات الرب:” مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ لَمْ تَعْبُدِ الرَّبَّ إِلهَكَ بِفَرَحٍ وَبِطِيبَةِ قَلْبٍ لِكَثْرَةِ كُلِّ شَيْءٍ. تُسْتَعْبَدُ لأَعْدَائِكَ الَّذِينَ يُرْسِلُهُمُ الرَّبُّ عَلَيْكَ…” (تثنية 47:28-48).

وبالتالي غزاهم الأعداء وسُبي ملوكهم مع الشعب (إرميا 15:9و16؛ 13:16). وحتى عندما عادوا من المنفى ارتدّوا مرة أخرى بشكل أكبر وبلغ ارتدادهم ذروته عندما صلبوا ابن الله مخلِّص العالم. دولة إسرائيل الحديثة لم تتُب أبدًا عن خطيّتها في قتل يسوع المسيح.

قبل موته أعلن يسوع:” يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا! هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا.”(متى 37:23و38).

اسرائيل الروحية

وبالتالي، تم نقل عهد الله إلى المسيحيين الذين أصبحوا إسرائيل الروحية وورثة مواعيد الله. قال يسوع،” لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ.” (متى 43:21). وهكذا، فإن خطة الله لإنقاذ العالم لم تعد تعتمد على الأمة اليهودية بل على جميع الذين يؤمنون بابنه(يهود وأُمميين). أُخذ “ملكوت الله” من اليهود وأُعطي” لأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ” (متى 43:21).ولكن، كأفراد يمكن أن يخلصوا بقبولهم المسيح (رومية 23:11و24).

انتهت المهلة الزمنية لليهود وانقضى عليهم كأُمّة بواسطة الرومان عام 70 م. . لا يمكن تصوُّر, كيف أن أمة باركها الله في يوم من الأيام تقع في عمق الخطيّة كما فعلت إسرائيل (1 ملوك 7:9-9؛ إرميا 15:18و17؛ 8:19).

عودة اليهود إلى إسرائيل

تصريح السيد المسيح في متى 43:21 لم يعنِ أن اليهود لن ينشئوا دولة سياسية مستقلة. إن دولة إسرائيل الحالية ليست بأي حال من الأحوال إتمامًا لعهد الله. ولن تكون أي عودة جماعية لليهود إلى فلسطين وفاء بوعوده. أكّد يسوع أنه سيعمل على تبشير العالم بواسطة كنيسة العهد الجديد المسيحية.

يعلن الكتاب المقدس أن اليهود الحقيقيين هم أولئك الذين عندهم الروح والشخصية التي تحقق هدف الله في دعوتهم ليكونوا شعبه الخاص. فصلهم الله ، ليس فقط للقيام ببعض الطقوس الخارجية، بل ليكونوا شعباً مكرسًا في القلب والحياة (تثنية 5:6؛ 12:10؛ 14:30؛ ميخا 8:6)

“لأَنَّ الْيَهُودِيَّ فِي الظَّاهِرِ لَيْسَ هُوَ يَهُودِيًّا، وَلاَ الْخِتَانُ الَّذِي فِي الظَّاهِرِ فِي اللَّحْمِ خِتَانًا،بَلِ الْيَهُودِيُّ فِي الْخَفَاءِ هُوَ الْيَهُودِيُّ، وَخِتَانُ الْقَلْبِ بِالرُّوحِ لاَ بِالْكِتَابِ هُوَ الْخِتَانُ، الَّذِي مَدْحُهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ بَلْ مِنَ اللهِ.”(رومية 28:2و29 أيضًا 6:9؛ غلاطية 29:3).

في خدمة الرب,
BibleAsk Team

Leave a Comment