سمح الله أن يموت المسيح متألماً على الصليب لأنه عندما أخطأ آدم وحواء لأول مرة، حُكم عليهما بالموت في محكمة الله ” لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، “(رومية 23:6). ” اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ.”(حزقيال 4:18). لكن لماذا عقاب الخطيّة بهذه الجديّة؟ إنه جدّي للغاية بسبب قداسة الذي نتمرد عليه.
الله محبة (يوحنا الأولى 4: 8) ورحمته عظيمة (أفسس 2: 4). لكنه أيضًا عادل (مزمور 25: 8) ومن أجل دعم صفاته في القداسة والعدالة، عليه أن يدين ويعاقب الخطيّة(عدد 18:14؛ نحميا 1: 3).القاضي الصالح لن يغفر أبداً للمذنب، بل يسعى لأن يكون عادلاً. لم يستطع الله أن يغفر الخطيّة دون أن ينفِّذ عقاب الموت على الإنسان لأنه” بِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!” (عبرانيين 9: 22).
ولكن بدلاً من أن يموت الخاطئ وفقًا لشريعة الله، قدم يسوع نفسه ليموت نيابة عنا. عند الصليب، نرى الله على أنه “العادل والمبرر” (متى 27: 33-35 ؛ رومية 3: 26). الله بنفسه حمل خطايانا ” لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.” (يوحنا 3: 16). لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ. (يوحنا 13:15). وهكذ، فإن محبة الله وعدله إكتملا تمامًا على الصليب.
لكن الله لا يستطيع أن يغفر خطايانا ما لم نطالب بدم يسوع كبديل عنا.” وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.”(يوحنا 1: 12). إن العامل الحاسم في الخلاص يكمن فينا وفي قرارتنا.
حياة وموت يسوع أثبتا إلى الأبد كيف ينظر الله إلى الخطيّة (2 كورنثوس 19:5). أظهرت محبة الله اللامحدودة لجميع خلائقه، أن المحبة لا تغفر فحسب، بل أيضًا أن تكسب الخطاة الساقطين على الاستسلام وبفضل نعمته تحصل الطاعة الكاملة (رومية 1: 5).
خطة الله للخلاص لا تسنح فقط في العفو عن الخطاة فحسب، بل ستثبت أيضًا لجميع الأجيال القادمة الكمال المطلق لشخصيته والاتحاد الكامل للعدالة والمحبة في المحكمة الإلهية (مزمور 116: 5
في خدمة الرب,
BibleAsk Team