تساءل العديد من المسيحيين المخلصين، ” هل تعليق الأقراط أو الحلَق خطيّة؟” دعونا نسمح للكتاب المقدس بإلقاء بعض الضوء على هذا الأمر.
الأقراط في الكتاب المقدس
أول ذكر للأقراط كان في تكوين 35: 1-4. يخبرنا هذا عن الوقت الذي أمر فيه الله يعقوب بأخذ عائلته إلى بيت إيل. هناك، كان عليهم أن يقفوا أمام مذبح الرب. ولكن، قبل أن يتم تكريسهم أمام هذا المكان المقدس، أُعطي ليعقوب وصية محددة جدًا. قيل لأهل بيته:” اعْزِلُوا الآلِهَةَ الْغَرِيبَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ وَتَطَهَّرُوا وَأَبْدِلُوا ثِيَابَكُمْ…. ٤ فَأَعْطَوْا يَعْقُوبَ كُلَّ الآلِهَةِ الْغَرِيبَةِ الَّتِي فِي أَيْدِيهِمْ وَالأَقْرَاطَ الَّتِي فِي آذَانِهِمْ، فَطَمَرَهَا يَعْقُوبُ تَحْتَ الْبُطْمَةِ الَّتِي عِنْدَ شَكِيمَ”
هنا، طُلب من شعب الله إبعاد الآلهة الغريبة أو الباطلة. في هذه العملية نزعوا الأقراط من آذانهم. هذا يثير العلاقة بين الأقراط والآلهة الزائفة. في هذه الحالة الأقراط مرتبطة بالخطيّة يبدو أن تزيين الذات يعتبر عبادة إله مزيف. هذا مشابه لإسرائيل المتفاخرة والتي يدينها الله (إشعياء 3: 16-20).
في ظل ظروف مماثلة حدث إصلاح في خروج 33: 1-6. قبل دخول أرض الميعاد، قال الله لشعب إسرائيل:” إِنْ صَعِدْتُ لَحْظَةً وَاحِدَةً فِي وَسَطِكُمْ أَفْنَيْتُكُمْ. وَلكِنِ الآنَ اخْلَعْ زِينَتَكَ عَنْكَ فَأَعْلَمَ مَاذَا أَصْنَعُ بِكَ. فَنَزَعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ زِينَتَهُمْ مِنْ جَبَلِ حُورِيبَ.” (خروج 5:33و6). طُلب منهم نزع الزينة قبل أن يتمكنوا من دخول أرض الميعاد. لذا، هل كانت الأقراط خطيّة؟ لماذا اضطروا إلى التجرُّد منها؟
العهد الجديد
في العهد الجديد، كتب بولس:” ٩ وَكَذلِكَ أَنَّ النِّسَاءَ يُزَيِّنَّ ذَوَاتِهِنَّ بِلِبَاسِ الْحِشْمَةِ، مَعَ وَرَعٍ وَتَعَقُّل، لاَ بِضَفَائِرَ أَوْ ذَهَبٍ أَوْ لآلِئَ أَوْ مَلاَبِسَ كَثِيرَةِ الثَّمَنِ، بَلْ كَمَا يَلِيقُ بِنِسَاءٍ مُتَعَاهِدَاتٍ بِتَقْوَى اللهِ بِأَعْمَال صَالِحَةٍ.”(تيموثاوس الأولى 9:2و10). يثني بولس على النساء اللواتي يعلنن التقوى ألا يرتدين ذَهَبٍ أَوْ لآلِئَ. وهذا يشمل الأقراط المصنوعة من هذه المواد.
وبنفس الطريقة كتب بطرس:” كَذلِكُنَّ أَيَّتُهَا النِّسَاءُ…لاَ تَكُنْ زِينَتُكُنَّ الزِّينَةَ الْخَارِجِيَّةَ، مِنْ ضَفْرِ الشَّعْرِ وَالتَّحَلِّي بِالذَّهَبِ وَلِبْسِ الثِّيَابِ، ٤ بَلْ إِنْسَانَ الْقَلْبِ الْخَفِيَّ فِي الْعَدِيمَةِ الْفَسَادِ، زِينَةَ الرُّوحِ الْوَدِيعِ الْهَادِئِ، الَّذِي هُوَ قُدَّامَ اللهِ كَثِيرُ الثَّمَنِ.”(1 بطرس 3: 1-4).إن كلمات الرسول تركِّز عن عدم التحلي بالذهب، مثل الأقراط، التي قد تؤدي إلى خطيّة الكبرياء. بدلاً من ذلك، يروج بطرس للجمال الداخلي الذي له قيمة أبدية.
القضية الحقيقية
ارتداء الجواهر في الكتاب المقدس يرتبط بالتركيز على الذات بدلاً من الله. قال هوشع النبي في العهد القديم إن إسرائيل الخاطئة” تَتَزَيَّنُ بِخَزَائِمِهَا وَحُلِيهَا وَتَذْهَبُ وَرَاءَ مُحِبِّيهَا وَتَنْسَانِي أَنَا، يَقُولُ الرَّبُّ.” (هوشع 13:2). يصف يوحنا كاتب العهد الجديد المرأة القرمزية الخاطئة بأنها ” كَانَتْ مُتَسَرْبِلَةً بِأُرْجُوانٍ وَقِرْمِزٍ، وَمُتَحَلِّيَةً بِذَهَبٍ وَحِجَارَةٍ كَرِيمَةٍ وَلُؤْلُؤٍ…” (رؤيا 4:17). على النقيض من ذلك، تم تصوير الكنيسة الحقيقية في رؤيا 12: 1 على أنها امْرَأَةٌ مُتَسَرْبِلَةٌ بِالشَّمْسِ، وَالْقَمَرُ تَحْتَ رِجْلَيْهَا، امرأة جميلة متشحة بمجد الشمس وبدون زينة.
أي زينة غير ضرورية، مثل الأقراط، تميل إلى الشعور بالفخر. الأقراط في حد ذاتها قد لا تكون خطيّة، لكن من الممكن أن تؤدي إلى سلوك خاطئ. الوقت والوسائل المستثمرة في الزينة الخارجية تحل محل ما يمكن تكريسه للأشياء الصالحة. يتوق الله الى قلبنا بأكمله. أتمنى أن يستغل شعب الله كل فرصة لتمجيده وليس لتمجيد الذات.
“فَإِذَا كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ أَوْ تَشْرَبُونَ أَوْ تَفْعَلُونَ شَيْئًا، فَافْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ لِمَجْدِ اللهِ.”(1 كورنثوس 31:10).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team