الجمال – نعمة
خلق الله الجمال، وعندما انتهى من عمله الخلاق,” رَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا.”(تكوين 31:1؛ نشيد الأنشاد 7:4). الجمال عطيّة من الله (متى 28:6-29). لكن مثل كل العطايا, تأتي مع المسؤولية. على المسيحيين أن يستخدموا هذه المواهب لمجد الله وليس لمجدهم الخاص (كورنثوس الأولى 31:10).
يعطينا الكتاب المقدس مثال الملكة إستير التي كانت امرأة جميلة جدًا استخدمت جمالها لمجد الله. لم تمتلك إستير جمالاً خارجيًا فحسب، بل امتلكت أيضًا نبلًا داخليًا انعكس في حبها لله وخضوعها لإرادته. خاطرت إستير بحياتها من أجل إنقاذ شعبها من الهلاك (إستير 16:4). تشهد حياتها على أن جمالها في الحقيقة لم يكن نقمة بل نعمة. ولكن على عكس إستير فإن الشيطان قد استخدم جماله لتمجيد الذات. قال الله عنه:” قَدِ ارْتَفَعَ قَلْبُكَ لِبَهْجَتِكَ. أَفْسَدْتَ حِكْمَتَكَ لأَجْلِ بَهَائِكَ”(حزقيال 17:28).
لا ينبغي علينا التركيز على المظهر الخارجي لأن الله ينظر الى القلب لا إلى المظهر الخارجي. عند اختيار ملك لإسرائيل،” قَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: «لاَ تَنْظُرْ إِلَى مَنْظَرِهِ وَطُولِ قَامَتِهِ لأَنِّي قَدْ رَفَضْتُهُ. لأَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يَنْظُرُ الإِنْسَانُ. لأَنَّ الإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْعَيْنَيْنِ، وَأَمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الْقَلْبِ»”(1 صموئيل 7:16). في حين أن الناس قد يفضلون المظهر الخارجي الجميل، إلا أن الله لا يظهر مثل هذه المحاباة (أعمال الرسل 34:10، رومية 11:2). كل مسيحي حقيقي يُعتبر مفضّل في نظر الله.
علّم الرسول بطرس أن على المسيحي أن يسعى إلى تنمية الفضائل الروحية:” وَلاَ تَكُنْ زِينَتُكُنَّ الزِّينَةَ الْخَارِجِيَّةَ، مِنْ ضَفْرِ الشَّعْرِ وَالتَّحَلِّي بِالذَّهَبِ وَلِبْسِ الثِّيَابِ، بَلْ إِنْسَانَ الْقَلْبِ الْخَفِيَّ فِي الْعَدِيمَةِ الْفَسَادِ، زِينَةَ الرُّوحِ الْوَدِيعِ الْهَادِئِ، الَّذِي هُوَ قُدَّامَ اللهِ كَثِيرُ الثَّمَنِ. فَإِنَّهُ هكَذَا كَانَتْ قَدِيمًا النِّسَاءُ الْقِدِّيسَاتُ أَيْضًا الْمُتَوَكِّلاَتُ عَلَى اللهِ، يُزَيِّنَّ أَنْفُسَهُنَّ خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِهِنَّ،”(1 بطرس 3:3-5 أيضًا 1 تيموثاوس 9:2-10).
إن المحبة والطمأنينة المسيحية تتفوقان على أي جاذبية خارجية (غلاطية 22:5-23). بساطة المسيحي تبرز وتكون منافسة لأولئك الذين يسعون إلى جذب الانتباه إلى أنفسهم من خلال مظهرهم الخارجي. كمسيحيين علينا أن نرغب في الإشراق الدائم لأنه في حين أن ” إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا.”(كورنثوس الثانية 16:4).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team