هل يمكن للمؤمن أن ينتحر؟
اذا كان الإنتحار يُعتبر خطية, ماذا يحدث عندما ينتحر المؤمن تحت ظروف قاسية؟ هل سيذهب إلى السماء؟ يقول الكتاب المقدس أن «الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا»(غلاطية 11:3). عموما أولئك الذين ينتحرون يفقدون الأمل والإيمان.
ولأن الكتاب المقدس يعلّم “لا تقتل”(خروج 13:20)، يُعتبر الانتحار خطيّة. الله هو واهب الحياة. هو الذي يعطي الحياة ويأخذها (أيوب 21:1). لا أحد لديه الحق في إنهاء الحياة. يجب على المسيحيين أن يسلموا مصيرهم لله قائلين:” فِي يَدِكَ آجَالِي”(مزمور 15:31).
نقرأ في الكتاب المقدس أن البعض شعر باليأس العميق في حياتهم مثل سليمان (جامعة 17:2)، وإيليا(ملوك الأول 4:19)، ويونان (يونان 8:4)، وبولس (كورنثوس الثانية 8:1). ومع ذلك، لم ينتحر أي من هؤلاء. وقد أعانهم الله جميعًا بنعمته وقوته (كورنثوس الثانية 3:1).
وعد يسوع أن يحمل كل أحمالنا. وقال: ” تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ.”(متى 28:11). هناك رجاء لكل الذين يتألمون ” لأَنَّ «كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ».”(رومية 13:10).
الله يحب أولاده حتى الموت (يوحنا 16:3) وهو مستعد أن يقدم لهم كل المساعدة التي يحتاجون إليها خلال أصعب أوقاتهم. وداود النبي يشجع المؤمنين قائلاً:” إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرًّا، لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي. عَصَاكَ وَعُكَّازُكَ هُمَا يُعَزِّيَانِنِي.” (مزمور 4:23).
لذلك لا ينبغي للمؤمن أن يستسلم بل يحافظ على إيمانه بالله لأنه” يَشْفِي الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، وَيَجْبُرُ كَسْرَهُمْ.”(مزمور 3:147).” عِنْدَ الْمَسَاءِ يَبِيتُ الْبُكَاءُ، وَفِي الصَّبَاحِ تَرَنُّمٌ.”(مزمور 5:30).
ولكن هناك استثناءات نادرة مثل شمشون الذي بذل حياته لإنقاذ الآخرين (قضاة 30:16). قد ينهي هؤلاء الأفراد حياتهم بدافع الحب بدلاً من اليأس. ويعتبر هذا الموت بمثابة التضحية بالنفس وليس اليأس.
وهناك مسيحيون آخرون أنهوا حياتهم بسبب اضطراب نفسي أو تغير كيميائي في أجسادهم خارج عن إرادتهم. الله وحده هو الذي يستطيع أن يحكم في هذه الحالات ويقرر مصيرهم الأبدي، لأنه هو وحده القادر على قراءة قلوبهم وتقييم دوافعهم. علينا أن نطمئن لفكرة أن الذي ضحى بحياته من أجل العالم سيكون القاضي الأكثر عدالة (يوحنا 13:15).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team
