هل يعقل أن يجدف المؤمن؟
يعلمنا الكتاب المقدس أن الشخص الذي قبل يسوع كمخلص شخصي له يمكنه في المستقبل أن يختار رفض الرب أو التجديف على الروح القدس. مثال على ذلك هو الملك شاول، الذي آمن وتحوّل في البداية وامتلئ من الروح القدس (صموئيل الأول 11:10و13) ولكنه اختار في وقت لاحق من حياته أن يتبع طرقه الخاصة. ففقد إيمانه بهذه العملية، وبالتالي ارتكب خطية التجديف على الروح القدس (صموئيل الأول 14:13). ونتيجة لذلك ” ذَهَبَ رُوحُ الرَّبِّ مِنْ عِنْدِ شَاوُلَ،”(1 صموئيل 14:16).
يعلّمنا الروح القدس كل الأشياء نحتاج أن نعرفه من أجل خلاصنا (يوحنا 26:14)، ويرشدنا إلى كل الحق (يوحنا 13:16)، ويبكتنا على الخطيّة (يوحنا 7:16و8). الروح القدس لا يكشف الخطية فحسب؛ بل يعطينا البر للخلاص. وهو يحث الناس على قبول بر المسيح، المحتسب (رومية 10: 3-10) والمنقول (غلاطية 2: 20؛ فيلبي 2: 13). إن التجديف على الروح القدس هو الرفض التدريجي والمستمر لتوسلاته للتوبة.
لذلك، طالما يسمح الشخص للروح القدس أن يعلّمه، ويرشده، ويبكته، فهو غير مذنب بارتكاب الخطيّة التي لا تغتفر. أما إذا رفض الإنسان خدمة الروح القدس في قلبه، فإنه يبدأ طريق ارتكاب الخطية التي لا تغتفر. ولذلك فإن التجديف على الروح القدس هو مقاومة مستمرة لمحبة روح الله لدرجة عدم القدرة على سماع صوته، وبالنتيجة يتصلّب الضمير (1 تيموثاوس 4: 2).
وهذا هو “حزن” الروح القدس. حث الرسول بولس المؤمنين قائلاً:” وَلاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ الْقُدُّوسَ الَّذِي بِهِ خُتِمْتُمْ لِيَوْمِ الْفِدَاءِ.”(أفسس 30:4). إن المؤمن الذي يرفض الدعوة إلى التوبة، يفقد في النهاية الرغبة في طاعة الله، وبالتالي لا يمكن أن يخلص لأنه رفض الروح الذي يبكِّت على الخطيّة (يوحنا 8:16). كل مؤمن له حرية كاملة في الاستمرار مع الرب أو عدم الاستمرار معه. محبة الرب لا تجبرنا على اي شيء.
في خدمة الرب,
BibleAsk Team