“ملاحظة: الرجاء قراءة أرقام المراجع وكأنها عربية, على سبيل الميثال يوحنا 5:3 تُقرأ ثلاثة:خمسة, أي الإصحاح الثالث واللآية رقم خمسة.”
لمعرفة الخير دون معرفة الشر
بدون شك من الممكن معرفة الخير دون الحاجة إلى معرفة الشر. خُلق والدانا الأولين آدم وحواء كاملين في جنة عدن (تكوين 31:1). كانت علاقتهما مع الله قائمة على المحبة. كان لديهما حياة جميلة خالية من الألم والحزن والمعاناة والمرض والموت. أعطاهما الرب كل ما يحتاجانه ليكونا في غاية الرضى والسعادة. لم يكن هناك أثر للخطيّة وعواقبها في حياتهما. لقد عاشا حياة سعيدة. ولكانت قد استمرّت تلك الحالة من الفرح إلى الأبد. فكرة أنه لكي يستمتع آدم وحواء حقًا بحياتهما الجيدة، كان عليهما تجربة المعاناة والألم والحزن والموت فكرة غير منطقية تمامًا. فمثلا:
الشخص السعيد لا يحتاج إلى الشعور بالحزن والألم لتقدير سعادته.
لا يحتاج الشخص السليم إلى الإصابة بالسرطان أو مشاكل القلب أو السكري أو التشوهات لتقدير صحته.
الزوجان السعيدان لا يحتاجان ان إلى تجربة المشاكل الزوجية والطلاق لتقدير زواجهما السعيد.
الإنسان الناجح لا يحتاج إلى تجربة الإنهيار المالي والخسارة المأساوية والفقر لتقدير بركاته المادية.
لا تحتاج الأم السعيدة أن تفقد طفلها للموت لتقدير بهجة الأمومة.
الخير يقدّر لذاته
لذلك، من الخطأ تمامًا الاعتقاد بأن أفضل طريقة للبشر في تقدير خيرات الله وبركاته هو في وجود الشر في العالم.”طُوبَى لِلْكَامِلِينَ طَرِيقًا، السَّالِكِينَ فِي شَرِيعَةِ الرَّبِّ”. (مزمور 1:119). ويمكن تقديره بغض النظر عن وجود الشر. يمكن تقدير محبة الله ورحمته ونعمته وحكمته وعدله بدون وجود الشر (مزمور ١٤٤: ١٥). لا يجب أن يعامل الطفل بقسوة بواسطة والدين مسيئين ليقدِّر الوالدين الجيدين. الخير يُقدَّر لصفاته الحسنة (مزمور 8:34).
ومع ذلك، هناك صفات في شخصية الله لم يكن للبشر ليفهموها تمامًا لو لم يكن الشر موجودًا. لم يكن للبشر أن يفهموا تمامًا مدى كره الله للخطيّة واختبار صفاته البارّة (أمثال 16:6-19). إلهنا إله قدوس ولا يحتمل الخطيّة. في النهاية سوف يقضي على الخطيّة وأولئك الذين يتمسكون بها بالنار (بطرس الثانية 10:3). لذلك، لن تقوم الخطيّة مرة أخرى (ناحوم 9:1). من هذه الناحية، كشفت الخطيّة عن جوانب من الله لم يكن البشر ليعرفوها أبدًا.
أيضًا، بعد أن ظهرت الخطيّة، يمكننا أن نرى رحمة الله اللامتناهية في تقديم خطة الخلاص والفداء للإنسان.” لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.”(يوحنا 16:3). وهكذا ،” لأَنَّهُ قَدْ ظَهَرَتْ نِعْمَةُ اللهِ الْمُخَلِّصَةُ، لِجَمِيعِ النَّاسِ، مُعَلِّمَةً إِيَّانَا أَنْ نُنْكِرَ الْفُجُورَ وَالشَّهَوَاتِ الْعَالَمِيَّةَ، وَنَعِيشَ بِالتَّعَقُّلِ وَالْبِرِّ وَالتَّقْوَى فِي الْعَالَمِ الْحَاضِرِ، مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ الْمُبَارَكَ وَظُهُورَ مَجْدِ اللهِ الْعَظِيمِ وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا غَيُورًا فِي أَعْمَال حَسَنَةٍ.”(تيطس 11:2-14)
في خدمة الرب,
BibleAsk Team