يقدم الرب في سفر دانيال موجزًا نبويًا بشكل بانوراما للأحداث النبوية حتى مجيء المسيح. يبدأ في الفصل الثاني حيث كشف الرب في حلم لملك بابل عن قيام وسقوط خمس إمبراطوريات عالمية متتالية. تنبأ الرب بأن المملكة الأرضية الأخيرة ستنقسم حتى يحل محلها ملكوت الله الذي سيبقى إلى الأبد.
لقد أكد التاريخ من دون شك هذه الدول الخمس. في كتاب دانيال يذكر التمثال الكبير المؤلف من عدة معادن. بداية بالرأس المصنوع من الذهب والذي كان يرمز لبابل التي حكمت من 612-539 قبل الميلاد. والمملكة الثانية كانت مادي وفارس، مرومز لها بالصدر المصنوع من الفضة، حكمت من 538-331 قبل الميلاد. ثم اليونان، المرموز لها بالبطن والفخذان المصنوعة من النحاس والتي حكمت من 331 – 168 قبل الميلاد، تلتها الأرجل الحديدية التي ترمز لروما (168 ق.م – 476 م). ثم القدمان المصنوعتان من الحديد والخزف والتي هي آخر إمبراطورية عالمية، والتي تمتد من عام 476 م إلى يومنا هذا. تؤسس المعالم النبوية في دانيال 2 طبيعة الكتاب المقدس الموثوق بنبواته التي تمت لتؤكد لنا بإتمام النبوات المستقبلية. كذلك، يقدم دانيال الاصحاح 7 تعاقب الامبراطوريات الخمس.
ثم نأتي إلى النبوّات عن المسيح الآتي في دانيال الفصل 9. تشير النبوات هنا بكل دقة إلى معمودية يسوع وصلبه وكرازته للأمم.
تساعدنا النبوّات الواردة في دانيال 9 على فهم أطول نبوّة في كل الكتاب المقدس والتي توجد في دانيال 8. هذه النبوّة تمتد 2300 سنة وتبدأ من إعادة بناء الهيكل في أورشليم بعد العودة من السبي البابلي (457 قبل الميلاد) إلى الوقت الذي دخل فيه المسيح قدس الأقداس في الهيكل السماوي (1844 م) ليكون رئيس كهنتنا قبل العودة إلى الأرض.
عندما ننظر إلى نبوّات الكتاب المقدس التي تمت ونرى كيف تم تحقيقها بدقة دقيقة، يمكننا أن نتأكد من أن كلمة الله ستتحقق بالمثل في النبوّات الحالية والمستقبلية.
أعطى السيد المسيح المزيد من العلامات التي ستظهر قبل عودته حيث نشهد العديد منها حالياً. ستكون هناك علامات طبيعية مثل الزلازل (متى 24: 7؛ لوقا 21:25). وفي العالم الديني، ابتداءً من أواخر القرن السابع عشر، تنبأ الكتاب المقدس بصحوة عظيمة في دراسة النبوّات (دانيال والرؤيا) وانتشار البشارة في العالم أجمع إتمامًا لرسائل الملائكة الثلاثة في رؤيا ١٤.
سيتبع هذه العلامات مجهود لتقييد الحرية الدينية وازدياد الشر (متى 12:24)، والعديد من الحروب وأخبار الحروب (الآيات 6 ، 7)، ظهور معلمين دينيين زائفين (الآيات 4 ، 5)، هموم حياتية (لوقا 34:21)، وانحلال أخلاقي (تيموثاوس الثانية 3: 1-4)، ومتاعب اقتصادية كبيرة (يعقوب 5: 1-5) وأخيراً الكرازة بالإنجيل لكل العالم (متى 14:24) الذي ساهم فيه بشكل كبير الفضائيات والإنترنت.
بالنسبة للعلامات المستقبلية، تنبأ الكتاب المقدس أنه قبل عودة المسيح، ستظهر قوة دينية كاذبة (رؤيا ١:١٣). قوة الوحش هذه، التي كانت تحكم الأرض ذات يوم والتي جُرحت بجرح مميت ” جُرْحُهُ الْمُمِيتُ قَدْ شُفِيَ. وَتَعَجَّبَتْ كُلُّ الأَرْضِ وَرَاءَ الْوَحْشِ،”(آية 3 ). هذه القوة (البابوية – رؤيا ١-١١) ستتكاتف مع قوة وحش أخرى (الولايات المتحدة الأمريكية – رؤيا ١٣: ١١-١٧) وتسعى لفرض القوانين الدينية من أجل سحق شعب الله (الآيات ١٥-١٧).
لكن الكتاب المقدس يعلّم أن أتباع الله المخلصين – أولئك ” الَّذِينَ يَحْفَظُونَ وَصَايَا اللهِ وَإِيمَانَ يَسُوعَ.” (رؤيا 14:12) – سيكونون محميين خلال الضربات الأخيرة التي ستقع على الأرض (رؤيا 16). بعد ذلك، سينهار النظام الديني الكاذب ويظهر المسيح في سحاب السماء.
عند المجيء الثاني للمسيح في السحب، ستراه كل عين (رؤيا 1: 7) وسوف يرتدي الأبرار عدم الموت(كورنثوس الأولى 15: 51-54). سيهلك الأشرار عند رؤية المسيح (رؤيا 6: 14-17). وسيؤخذ الأبرار إلى السماء ليملكوا ألف سنة (رؤيا 4:20).
في نهاية الألفية، سيحل الشيطان (الآية 7) ويقود الأشرار المقامين من الموت في محاولة فاشلة للتغلب على الله وأولاده. ثم سيرسل الله ناره الأخيرة ويقضي على إبليس وأتباعه (آية ٩) وبذلك يطهّر الأرض من الخطيّة. سيخلق الرب بعد ذلك أرضًا جديدة ليرثها الصالحون (رؤيا 21: 1-3).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team