كتب سليمان الحكيم، ” لَعْنَةُ الرَّبِّ فِي بَيْتِ الشِّرِّيرِ، لكِنَّهُ يُبَارِكُ مَسْكَنَ الصِّدِّيقِينَ.”(الأمثال ٣: ٣٣). إذا سألنا ما إذا كان الله يلعن الإنسان, علينا أن نفهم أن لعنات الله ليست كلعنات الإنسان. البشر مثلا, يلعنون الآخرين لأنهم يكرهونهم أو يخشونهم أو يتمنون لهم الأذى. على سبيل المثال, أرسل بالاق وراءالنبي الكذاب بلعام ليلعن إسرائيل لأن بالاق كان يعتقد أنه بإمكان النبي الكذاب أن يلحق الضرر بأولاد الله بواسطة التعاويذ (عدد 22- 24).
لكن لعنات الله ليست بسبب الكراهية أو الغضب. بعد البحث والتدقيق في جميع اللعنات الموجودة في الكتاب المقدس أتّضح أن الكثير منها نبوّات للعواقب الطبيعية التي لا مفر منها والمتمثلة في تمرد الإنسان ضد الله. ” لَعْنَةُ الرَّبِّ فِي بَيْتِ الشِّرِّيرِ” لأن إصرار الخاطئ على الخطيّة منع الله من ان يجعله يتماشى مع قوانين السعادة والنجاح الإلهي. أفعال الخاطئ حجبت بركات الله.
كيف تحدث اللعنة؟
أسوأ اللعنات في الكتاب المقدس موجودة في سفر التثنية 28، والكثير منها وبكل وضوح عبارة عن تحذيرات لعواقب طبيعية من جراء عدم طاعة ناموس الله. أيدي الخالق مربوطة باختياراتنا؛ ليس أمامه من خيار سوى مكافأتنا وفقًا لسلوكنا: ” لاَ تَضِلُّوا! اَللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا. لأَنَّ مَنْ يَزْرَعُ لِجَسَدِهِ فَمِنَ الْجَسَدِ يَحْصُدُ فَسَادًا، وَمَنْ يَزْرَعُ لِلرُّوحِ فَمِنَ الرُّوحِ يَحْصُدُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً. (غلاطية 6: 7, 8).
حذّر الرب أولاده قائلاً:” … إِنْ لَمْ تَسْمَعْ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ لِتَحْرِصَ أَنْ تَعْمَلَ بِجَمِيعِ وَصَايَاهُ وَفَرَائِضِهِ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ، تَأْتِي عَلَيْكَ جَمِيعُ هذِهِ اللَّعَنَاتِ وَتُدْرِكُكَ: مَلْعُونًا تَكُونُ فِي الْمَدِينَةِ وَمَلْعُونًا تَكُونُ فِي الْحَقْلِ……..” ( تثنية 28: 15- 68)
الله يبارك الصالحين
مثلما يلعن الله الأشرار، هكذا أيضا يبارك الصالحين. نقرأ أيضًا في كتاب سفر التثنية، ” وَإِنْ سَمِعْتَ سَمْعًا لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ لِتَحْرِصَ أَنْ تَعْمَلَ بِجَمِيعِ وَصَايَاهُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ، يَجْعَلُكَ الرَّبُّ إِلهُكَ مُسْتَعْلِيًا عَلَى جَمِيعِ قَبَائِلِ الأَرْضِ،…….”(الفصل 28: 1-14). وفي العهد الجديد، يشجع الرسول بولس المؤمنين قائلاً: ” وَاللهُ قَادِرٌ أَنْ يَزِيدَكُمْ كُلَّ نِعْمَةٍ، لِكَيْ تَكُونُوا وَلَكُمْ كُلُّ اكْتِفَاءٍ كُلَّ حِينٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ، تَزْدَادُونَ فِي كُلِّ عَمَل صَالِحٍ.” (2 كورنثوس 9: 8).
يقرع الله باب كل قلب وعندما نستجيب وندعيه، يجلب السلام والبركات معه (رؤيا 3: 20) و ” تَكُونُونَ لِي خَاصَّةً ” (خروج 19: 5). بعد ذلك ، يجعل الرب حياتهم “…. كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ، الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ، وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ. وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ.” (مزمور 1: 1-3).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team