يعلمنا الكتاب المقدس أن المؤمن الجديد يعتمد للمسيح. كتب بولس،” أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ،”(رومية 3:6). الغمر في مياه المعمودية يدل على موت المؤمن للخطيّة كما كان موت المسيح عندما رقد في القبر. هذا يعني نهاية الحياة القديمة وبداية الحياة الجديدة. ويعني أيضًا أن يعيشوا حياة التقوى والنقاء.” إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا.”(2 كورنثوس 17:5).
علاقة يومية مع الله
إن اتحاد المؤمن بالمسيح يعني وجود علاقة يومية معه. هذه العلاقة الحية تقود إلى حياة متحوّلة تشبه حياة المسيح. يظهر المؤمن صفات مخلصه في حياته اليومية. ” وَنَحْنُ جَمِيعًا نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا في مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ.” (2 كورنثوس 18:3 ).
تشير المعمودية إلى ربط حياة المسيحي بحياة المسيح حتى يصبح الاثنان واحدًا.” لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ:” (غلاطية 27:3 أيضًا 1 كورنثوس 12:12و13و27). لكن هذا لا يعني أن مراسم العمادة وحدها هي التي تبدأ هذا الاتحاد. لأن المعمودية هي مجرد إعلان علني عن علاقة روحية بالمسيح قبل حدوث المراسم.
متحولين بنعمته
تعني العلاقة مع المسيح أن الولادة الجديدة هي أكثر من مجرد تغيير ذهني. قبول المسيح كفادينا هو الذي يقودنا إلى تغيير الحياة بالكامل. هذا يعني خضوع إرادتنا للرب. كتب بولس: ” مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي.”(غلاطية 20:2). لأنه ليس غريب أنه في الصداقة بين شخصان أن يكونا موحدان فكرياً بحيث يبدو أنهما يتصرفان كما لو كانا شخصاً واحدًا. الصداقة مع المسيح هي في مستوى أعلى لأنها مبنية على محبته الأبدية.
حياة أبدية
بما أن الدفن أو الغمر بالماء يتبعه الصعود الكامل، كذلك فإن الموت بالمسيح عن الخطيّة، والذي يمثله الغمر، يجب أن يتبعه القيامة معه إلى حياة جديدة كاملة. لا يمكن أن يتم إعادة البشرية إلى صورة الله إلا من خلال ممارسة قوة الله على الخلق. لذلك، فإن قيامة يسوع هي الدليل النهائي لنا على أن قوة الله المحيية يمكن أن تنتصر في النهاية حتى على الموت، وأنه بواسطة الإيمان هذه القوة المحيية نفسها تتوفر لاستعادة صورة الله فينا (رومية 4:6؛ أفسس 19:1و20؛ كولوسي 1:3). هذه الحياة الجديدة لا تتوقف هنا على الأرض بل تستمر حتى تمنحنا الحياة الأبدية (يوحنا 16:3)
هل الإعتماد للمسيح يلغي حاجة الوجود في الكنيسة؟
الكتاب المقدس واضح أن المؤمنين “مدعوين في جسد واحد” (كولوسي 15:3). ويعلم أيضًا أن الكنيسة هي ذلك الجسد “لأنه (المسيح) رأس الجسد” (كولوسي 18:1). ويعلِّم أن المؤمنين يدخلون ذلك الجسد بالمعمودية. كتب بولس،” لأَنَّنَا جَمِيعَنَا بِرُوحٍ وَاحِدٍ أَيْضًا اعْتَمَدْنَا إِلَى جَسَدٍ وَاحِدٍ، ” (1 كورنثوس 13:12). وبالتالي، ينضم كل من اهتدوا إلى كنيسته.” مُسَبِّحِينَ اللهَ، وَلَهُمْ نِعْمَةٌ لَدَى جَمِيعِ الشَّعْبِ. وَكَانَ الرَّبُّ كُلَّ يَوْمٍ يَضُمُّ إِلَى الْكَنِيسَةِ الَّذِينَ يَخْلُصُونَ.”(أعمال الرسل 47:2).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team