لا يوجد سجل كتابي يوضح أن المؤمنين الأوائل كانوا يضعون الصليب حول عنقهم. يتخذ بعض المسيحيين موقفًا ضد وضع الصليب حول عنقهم لأنهم يعتقدون أن وضع الصليب حول العنق أسهل من “تحمُّل” الصليب. من ناحية أخرى، يرتدي بعض المسيحيين صليبًا لأنهم يشعرون أنها واحدة من الطرق لإظهار إيمانهم. يعتمد اختيار ارتداء أو عدم ارتداء الصليب على قناعة المؤمن. هذا الاختيار بينهم وبين والله.
على المسيحيين تحمُّل الصليب. ولكن الصليب الروحي.إنها مسألة تسليم القلب بالكامل كما فعل يسوع قائلاً “… لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ.” ثم قال بعدها “«مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي.” (لوقا 22: 42)و(مرقس 8: 34). وأضاف:” وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُني فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي.” (متى 10: 38). الصليب الأكثر أهمية هو في القلب.
الصليب هو رمز
الصليب هو رمز تعريف للمسيحية. يشير الصليب إلى تضحية المسيح، ألا وهو جوهر الإيمان المسيحي. ومع ذلك، الصليب في حد ذاته لا يحمل قوة خارقة للطبيعة. يعتقد بعض المسيحيين أنه لا ينبغي التركيز على هذا الرمز الخارجي لارتداء الصليب. بدلاً من ذلك التركيز يجب أن يكون على معنى الصليب. أوضح بولس:” فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ،”(1 كورنثوس 1:18).
في العهد الجديد، يتم استخدام كلمة “الصليب” كرمز للتشابه المستعار. لم يتم استخدامه في الكتاب المقدس كرمز مادي. قوة الرسالة وعظمتها هي في الذي صُلب على الصليب وليس الصليب نفسه. كما قال بولس الرسول،” لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئًا بَيْنَكُمْ إلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوبًا.” (كورنثوس الأولى 2: 2).
الجوهر الحقيقي للمسيحية
هناك احتمال أن يتعلق الناس في القضايا السطحية. ولا يركزون على جوهر المسيحية ومحبة الله التي بيّنها لنا على الصليب. ” لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.” (يوحنا 3: 16).
لذلك، كمسيحيين، يجب ألا يكون التركيز على ما إذا ارتدينا الصليب أم لا. بل ينبغي أن يكون حول الإختبار اليومي الحي مع الرب. حينها سيعترف المسيحي قائلا: ” مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي.”(غلاطية 2: 20).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team