ينص قاموس وبستر معنى المسايسة في الكلام:”يجب على الأشخاص توخي الحذر لعدم استخدام اللغة أو التصرف بطريقة يمكن أن تسيء إلى مجموعة معينة من الأشخاص”. ليس هناك شك في أن على المسيحيين أن يبذلوا قصارى جهدهم حتى لا يسيئوا إلى أحد. لأن الكتاب المقدس يقول:” لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ كُلَّ حِينٍ بِنِعْمَةٍ، مُصْلَحًا بِمِلْحٍ، لِتَعْلَمُوا كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تُجَاوِبُوا كُلَّ وَاحِدٍ.”(كولوسي 4: 6). ويجب أن تكون أفعالهم مليئة بالاحترام واللطف.
لكن في بعض الأحيان يمكن أن تكون الحقيقة نفسها مسيئة لأولئك الذين لا يؤمنون بها. يسميها بولس ” عَثْرَةُ الصَّلِيبِ ” (غلاطية 11:5). قال الرب نفسه لشعوب العالم:” لأَنَّ أَفْكَارِي لَيْسَتْ أَفْكَارَكُمْ، وَلاَ طُرُقُكُمْ طُرُقِي.”(إشعياء 8:55). لا يمكن للمسيحيين أن يساوموا على الحق وأن يكونوا جزءًا من العالم لأن ” سِيرَتَنَا نَحْنُ هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ، “(فيلبي 20:3). ولم يعدهم يسوع بالشهرة والقبول.
الهدف الحقيقي من برنامج المسايسة هو تعزيز أيديولوجية أن جميع المعتقدات متساوية. تهدف هذه “الأخوّة” إلى إزالة حواجز الفصل بين المجتمعات. يعلِّمون أن الله قد تجلى بعدة طرق مختلفة لمجتمعات وشعوب متنوعة، وبالتالي، تصبح جميع الأديان واقعياً تعبد نفس الإله. حينما تبدو هذه الفكرة للبعض أنها رائعة، ولكن الحقيقة هي ان الإتحاد والأخوّة لا يمكن أن يكون على حساب المساومة على الحقيقة.
يجب أن يكون العامل المُوحِّد لكل الحق هو كلمة الله. علّم يسوع:” أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.”(يوحنا 14: 6). يجب أن تستند حياتنا على المسيح (يوحنا 51:6، يوحنا 12:8 و23 و58، يوحنا 9:10 و11؛ يوحنا 14: 6 ؛ يوحنا 15: 1). المسايسة في الدين تتحول إلى نعمة رخيصة تروق للثقافة العلمانية.
حالياً، من خلال المسايسة، يُحظر ويُمنع ذكر المعتقدات المسيحية في المراكز الحكومية والمحاكم والمدارس. ومن المفارقات، أن الاستثناءات من هذه القاعدة هي الديانات المشرقية (الهندوسية والبودية وغيرها)، والإسلام. بينما يدّعي مروجو المسايسة أنهم يسعون إلى التفاهم والتسامح، فإنهم في الواقع ليسوا متسامحين مع الجماعات الأخرى. يظهر ذلك بوضوح عندما يشرعون في اضطهاد أولئك الذين لديهم آراء مختلفة.
على أي حال، يجب على المسيحيين الحفاظ على محبتهم واحترامهم للجميع. لقد أحب يسوع جميع الناس بغض النظر عن إيمانهم ويطلب من أولاده أن يتبعوا خطاه. هذا يعني التمسك بالكتاب المقدس دون أي تنازلات, مع المحبة الصادقة لأولئك الذين لا يؤمنون بالطريقة التي نؤمن بها.
في خدمة الرب,
BibleAsk Team