إله واحد – ليس ثلاثة آلهة
يعلمنا الكتاب المقدس أن الله ليس ثلاثة آلهة بل إله واحد. هو واحد في الجوهر، وثلاثة في شخص: الآب والابن والروح القدس (متى 16:3-17؛ 19:28). مثل الحبل الواحد المؤلف من ثلاثة خيوط متحدة، فإن الثلاثة أقانيم الآب والابن والروح يشكلون الإله الواحد. لا تستطيع العقول البشرية المحدودة أن تفهم طبيعة الله بشكل كامل (إشعياء 8:55-9). أكد يسوع:”…ٱلرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ.”(مرقس 12: 29).
ينبع الارتباك بشأن العدد الذي يتالف منه اللاهوت من سوء فهم بسيط لكلمة “واحد”. لا تعني كلمة “واحد” في الكتاب المقدس دائمًا الكمية العددية. اعتمادًا على الكتاب المقدس، يمكن أن تعني كلمة “واحد” الوحدة.” لِذَلِكَ يَتْرُكُ ٱلرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِٱمْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا.”(تكوين 24:2).” جَسَدًا وَاحِدًا.” هنا لا يعني أن الزوجين ينمزجان في إنسان واحد بعد الزواج، بل يعني أنهما يجب أن يتّحدا في عائلة واحدة.
صلى يسوع أن يكون الرسل واحدًا:” وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ ٱلْمَجْدَ ٱلَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ . أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ… (يوحنا 22:17). دعونا نراجع الكتاب المقدس بإيجاز لنفهم الإله الواحد:
العهد القديم
يلقي سفر التكوين الضوء على اللاهوت.” وَقَالَ ٱللهُ: “نَعْمَلُ ٱلْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا…”(تكوين 26:1). الكلمة العبرية هنا لله هي “إلوهيم”. إنه اسم جمع تم استخدامه أكثر من 2700 مرة في العهد القديم. هذا يعني أن المؤلفين الموحى اليهم فضلوا استخدام “إلوهيم” حوالي 10 مرات أكثر من صيغة المفرد “إل” عندما وصفوا الله.
نرى في سفر دانيال صورة للآب والابن كشخصين منفصلين:” كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى ٱللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ ٱلسَّمَاءِ مِثْلُ ٱبْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى ٱلْقَدِيمِ ٱلْأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ.”(دانيال 13:7). يُرى ابن الإنسان، يسوع، قادمًا الى القديم الأيام – الذي هو، كما هو واضح، الله الآب.
الأناجيل
تمتلئ كتابات العهد الجديد بهذا المفهوم القائل بإله واحد في ثلاثة أقانيم متحدة. نرى أقانيم اللاهوت الثلاثة بوضوح عند معمودية يسوع:” فَلَمَّا ٱعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ ٱلْمَاءِ، وَإِذَا ٱلسَّمَاوَاتُ قَدِ ٱنْفَتَحَتْ لَهُ، فَرَأَى رُوحَ ٱللهِ نَازِلًا مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِيًا عَلَيْهِ، وَصَوْتٌ مِنَ ٱلسَّمَاوَاتِ قَائِلًا: «هَذَا هُوَ ٱبْنِي ٱلْحَبِيبُ ٱلَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».”(متى 16:3-17).
أيضًا، على جبل التجلي، شهد الآب الذي في السماء لابنه على الأرض. فجاءت سحابة وظللتهم. وَصَارَ صَوْتٌ مِنَ ٱلسَّحَابَةِ قَائِلًا:«هَذَا هُوَ ٱبْنِي ٱلْحَبِيبُ. لَهُ ٱسْمَعُوا»”(لوقا 35:9 أيضًا 2 بطرس 16:1-18).
وعندما غادر يسوع الهيكل للمرة الأخيرة ، سُمع صوت الآب من السماء يشهد لابنه. صلى يسوع لأبيه قائلاً:”اَلْآنَ نَفْسِي قَدِ ٱضْطَرَبَتْ. وَمَاذَا أَقُولُ: أَيُّهَا ٱلْآبُ نَجِّنِي مِنْ هَذِهِ ٱلسَّاعَةِ؟ وَلَكِنْ لِأَجْلِ هَذَا أَتَيْتُ إِلَى هَذِهِ ٱلسَّاعَةِ.أَيُّهَا ٱلْآبُ، مَجِّدِ ٱسْمَكَ!». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ ٱلسَّمَاءِ: «مَجَّدْتُ، وَأُمَجِّدُ أَيْضًا!».” (يوحنا 27:12-28).
وصف يسوع المجيء الثاني.” مُنْذُ ٱلْآنَ يَكُونُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ قُوَّةِ ٱللهِ” (لوقا 69:22). يتضح من هذه الآية أن كلا من الله الآب والله الابن سيظهران في المجيء الثاني. وقبل صعوده إلى السماء، علمنا يسوع أن نستخدم أسماء الله الثلاثة في المهمة العظيمة.” فَٱذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ ٱلْأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِٱسْمِ ٱلْآبِ وَٱلِٱبْنِ وَٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.”(متى 19:28).
كتاب اعمال الرسل
عند رجم استيفانوس، امتلأ الشهيد بالروح القدس ورأى يسوع واقفًا عن يمين الله الآب. ” فَلَمَّا سَمِعُوا هَذَا حَنِقُوا بِقُلُوبِهِمْ وَصَرُّوا بِأَسْنَانِهِمْ عَلَيْهِ. وَأَمَّا هُوَ فَشَخَصَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ وَهُوَ مُمْتَلِئٌ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، فَرَأَى مَجْدَ ٱللهِ، وَيَسُوعَ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ ٱللهِ. فَقَالَ: «هَا أَنَا أَنْظُرُ ٱلسَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً، وَٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ ٱللهِ».”(أعمال 7: 54-56).
الرُسل
شهادة الرسول يوحنا عن السماء.” فَإِنَّ ٱلَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي ٱلسَّمَاءِ هُمْ ثَلَاثَةٌ: ٱلْآبُ، وَٱلْكَلِمَةُ، وَٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ. وَهَؤُلَاءِ ٱلثَّلَاثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. وَٱلَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي ٱلْأَرْضِ هُمْ ثَلَاثَةٌ: ٱلرُّوحُ وَٱلْمَاءُ وَٱلدَّمُ. وَٱلثَّلَاثَةُ هُمْ فِي ٱلْوَاحِدِ.”(1 يوحنا 7:5-8).
وأكد الرسول بولس أن هناك ثلاثة أقانيم في اللاهوت.” نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، وَمَحَبَّةُ ٱللهِ، وَشَرِكَةُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ.” (2 كورنثوس 14:13). وأضاف:” كَمْ بِٱلْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ ٱلْمَسِيحِ، ٱلَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ لِلهِ بِلَا عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا ٱللهَ ٱلْحَيَّ!”(عبرانيين 14:9).
كتاب الرؤيا
أخيرًا، تحدث يوحنا في الرؤيا عن الآب والابن على أنهما متميزان ومنفصلان عن بعضهما البعض.”وَمِنَ ٱلسَّبْعَةِ ٱلْأَرْوَاحِ ٱلَّتِي أَمَامَ عَرْشِهِ، وَمِنْ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلشَّاهِدِ ٱلْأَمِينِ، ٱلْبِكْرِ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ، وَرَئِيسِ مُلُوكِ ٱلْأَرْضِ: ٱلَّذِي أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ، وَجَعَلَنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً لِلهِ أَبِيهِ، لَهُ ٱلْمَجْدُ وَٱلسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ ٱلْآبِدِينَ. آمِينَ.”(رؤيا 1: 4-6).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team