هل نحن مسيّرين أم مخيّرين؟
نحن مخيّرين تماماً. لقد خلق الله الإنسان على صورته، وهذا يشمل القدرة على الإختيار أو الرفض. لقد مارس آدم وحواء حريتهما في عدم الثقة في الله، وعالمنا اليوم هو النتيجة الطبيعية لذلك القرار.
حرية العهد القديم
ناشد الله إسرائيل أن يتخذوا خيارات صحيحة ثم حمّلهم مسؤولية الاختيارات التي اتخذوها:“أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. قَدْ جَعَلْتُ قُدَّامَكَ الْحَيَاةَ وَالْمَوْتَ. الْبَرَكَةَ وَاللَّعْنَةَ. فَاخْتَرِ الْحَيَاةَ لِكَيْ تَحْيَا أَنْتَ وَنَسْلُكَ،”(تثنية: 19:30). لم يحدد الله مسبقًا أو يعين نتيجة اختياراتهم.
إن وصيّة خدمة الرب لا تمنع الاختيار. أعطى يشوع رسالة مماثلة لبني إسرائيل، ” وَإِنْ سَاءَ فِي أَعْيُنِكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا الرَّبَّ، فَاخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمُ الْيَوْمَ مَنْ تَعْبُدُونَ: إِنْ كَانَ الآلِهَةَ الَّذِينَ عَبَدَهُمْ آبَاؤُكُمُ الَّذِينَ فِي عَبْرِ النَّهْرِ، وَإِنْ كَانَ آلِهَةَ الأَمُورِيِّينَ الَّذِينَ أَنْتُمْ سَاكِنُونَ فِي أَرْضِهِمْ. وَأَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ الرَّبَّ”(يشوع 15:24)
وأي عبادة لله غير طوعية لا فائدة منها. يضع الله أمام الإنسان الحياة والموت ويدعوهم إلى اختيار الحياة، لكنه لا يتدخل في اختيارهم المعاكس، ولا يحميهم من نتائجه الطبيعية (حزقيال 31:18و32؛ 11:33).
حرية العهد الجديد
ونرى نفس مبدأ المساءلة وحرية الاختيار في العهد الجديد. يقول المسيح:” إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ بَطَّالَةٍ يَتَكَلَّمُ بِهَا النَّاسُ سَوْفَ يُعْطُونَ عَنْهَا حِسَابًا يَوْمَ الدِّينِ.”(متى 36:12).
سوف نُدان أمام الله على حسب أعمالنا:” لأَنَّهُ لاَبُدَّ أَنَّنَا جَمِيعًا نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْرًا كَانَ أَمْ شَرًّا.”(2 كورنثوس 10:5؛ رومية 10:14). ومرة أخرى، الله لا يسيّرنا في اختياراتنا مطلقاً. (2 بطرس 9:3). يوجد قول مغلوط يقول:”الله كاتبلنا” الله لا يكتب سيرة حياتنا بل نحن نكتبها لأنفسنا بواسطة إختياراتنا.
في حين أن الخلاص يُقدم مجانًا للجميع، فمن المؤسف أن الكثيرين لا يقبلون الدعوة ” لأَنَّ كَثِيرِينَ يُدْعَوْنَ وَقَلِيلِينَ يُنْتَخَبُونَ” (متى 14:22؛ 16:20). والخلاص لا يُفرض علينا رغماً عنا. والخطاة مدعوون إلى “التوبة” و”الإيمان” (متى 2:3؛ 17:4؛ أعمال الرسل 19:3؛ يوحنا الأولى 23:3). كل دعوة للتوبة هي دعوة لممارسة حريتنا في الاختيار. أظهر لنا يسوع بأن للخطاة حرية كاملة لرفضه والتمرد عليه،” لاَ تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ لِتَكُونَ لَكُمْ حَيَاةٌ.” (يوحنا 40:5). كل انسان سيحصد مصير قراراته ” فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا.”(غلاطية 7:6).
كيف يمكن للخطاة أن يختاروا ما هو صالح؟
الطريق الوحيد للخاطئ ليختار ما هو صواب, هو من خلال نعمة الله وقدرته (يوحنا 16:15). إن صلاحه هو الذي يقود الناس إلى التوبة (رومية 4:2).” لأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ.”(فيلبي 13:2). وهو يمنح الطبيعة الجديدة لكل من يطلبها ويُلبسنا “الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللهِ فِي الْبِرِّ وَقَدَاسَةِ الْحَقِّ.”(أفسس 24:4).
ليس هناك حدود لمحبة الله ورحمته. ولا يرفض لأحد فوائد نعمة الفداء.” لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.” (يوحنا 16:3). الخلاص هو عمل الله، ولكن هناك شرط واحد – الإيمان بالمسيح والتعاون معه. كل ما يحتاج الخاطئ أن يفعله هو أن تكون له علاقة يومية مع الرب من خلال دراسة كلمته والصلاة, للسماح للروح القدس بتغيير قلبه. قال يسوع:” اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ، كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ.”(يوحنا 4:15).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team