إن ظهور مواهب الروح في حياة الإنسان ليس دليلاً على خلاصه. فيما يلي بعض الأمثلة الكتابية:
في العهد القديم، في سفر صموئيل الأول، نقرأ عن الملك شاول. عندما تم اختياره لأول مرة، كان شاول مرشحًا جيدًا لقيادة إسرائيل. ولكن لاحقًا بسبب كبريائه وعصيانه لوصايا الله، رفضه الله. وجاء في 1 صموئيل 14:16 ” وَذَهَبَ رُوحُ الرَّبِّ مِنْ عِنْدِ شَاوُلَ، “.
وبسبب قلب شاول الشرير سعى لقتل داود. وفي إحدى المرات، بينما كان يطارد داود، سمع أن داود كان مع صموئيل في مدينة الرامة.”فَأَرْسَلَ شَاوُلُ رُسُلاً لأَخْذِ دَاوُدَ. وَلَمَّا رَأَوْا جَمَاعَةَ الأَنْبِيَاءِ يَتَنَبَّأُونَ، وَصَمُوئِيلَ وَاقِفًا رَئِيسًا عَلَيْهِمْ، كَانَ رُوحُ اللهِ عَلَى رُسُلِ شَاوُلَ فَتَنَبَّأُوا هُمْ أَيْضًا. وَأَخْبَرُوا شَاوُلَ، فَأَرْسَلَ رُسُلاً آخَرِينَ، فَتَنَبَّأُوا هُمْ أَيْضًا. ثُمَّ عَادَ شَاوُلُ فَأَرْسَلَ رُسُلاً ثَالِثَةً، فَتَنَبَّأُوا هُمْ أَيْضًا”(1 صموئيل 20:19-21).
لاحظ أن حقيقة حلول الروح القدس على المرسلين لم تكن إشارة على خلاصهم، بل كان أُعجوبة من عند الله لإنقاذ داود. “أخيرًا، ذهب شاول نفسه إلى الرامة محاولًا قتل داود. ولما وصل إلى هناك,” كَانَ عَلَيْهِ أَيْضًا رُوحُ اللهِ، فَكَانَ يَذْهَبُ وَيَتَنَبَّأُ حَتَّى جَاءَ إِلَى نَايُوتَ فِي الرَّامَةِ.”(1 صموئيل 22:19-24). وهكذا نرى أن مواهب الروح القدس العجائبية كانت علامات من الله، لكنها لم تكن تشير إلى خلاص شاول.
نقرأ في العهد الجديد في يوحنا 46:11-57 عن الفريسيين ورؤساء الكهنة الذين كانوا يخططون لإيقاف خدمة يسوع. بعضهم كان في أشد الغضب لأن كثير من الناس كانوا يتبعون يسوع. فقالوا:” إِنْ تَرَكْنَاهُ هكَذَا يُؤْمِنُ الْجَمِيعُ بِهِ، فَيَأْتِي الرُّومَانِيُّونَ وَيَأْخُذُونَ مَوْضِعَنَا وَأُمَّتَنَا. فَقَالَ لَهُمْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ، وَهُوَ قَيَافَا، كَانَ رَئِيسًا لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ:«أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَ شَيْئًا، وَلاَ تُفَكِّرُونَ أَنَّهُ خَيْرٌ لَنَا أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ وَلاَ تَهْلِكَ الأُمَّةُ كُلُّهَا!».”(يوحنا 48:11-50).
من أعطى قيافا هذه المعرفة؟ يوضح الكتاب المقدس:« وَلَمْ يَقُلْ هذَا مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ إِذْ كَانَ رَئِيسًا لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ، تَنَبَّأَ أَنَّ يَسُوعَ مُزْمِعٌ أَنْ يَمُوتَ عَنِ الأُمَّةِ،»(يوحنا 51:11) وحده الروح القدس كان يستطيع أن يعطي قيافا هذه العبارة النبوية الدقيقة، لكن ذلك لم يكن دليلاً على خلاص قيافا.
في خدمة الرب,
BibleAsk Team
