هل مريم العذراء هي والدة الله؟

BibleAsk Arabic

يذكر الكتاب المقدس أن مريم العذراء كانت أم يسوع، ولا يذكر أبداً أن مريم كانت “والدة الله القادر على كل شيء”. يقول الكتاب المقدس بدلاً من ذلك، يسوع هو الله (عبرانيين 8:1)؛ صار الله جسدًا “وَالْكَلِمَةُ (يسوع) صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا.”(يوحنا 1:1 و14) ؛ لذلك مريم هي أم يسوع حسب الجسد (رومية 5:9).

ليس ليسوع بداية. إنه البداية “فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ.” (يوحنا 1:1 و2). يقول بولس:”الَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ” (كولوسي 17:1). لم يبدأ وجود يسوع مع الحبل به في بطن مريم. كان حياً منذ الأزل «أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمِ أَفْرَاتَةَ، وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ».”(ميخا 2:5). لكن مريم وُلِدت بعد الخليقة. هي مخلوقة، مثلها, مثل كل البشر ، لم تكن أزلية. لم تكن مؤلّهة، ولم تكن “… مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ”(ميخا 2:5). لم يكن من المستطاع لها أن تقدم طبيعة أزلية لابنها. يسوع وحده هو “الْكَائِنُ عَلَى الْكُلِّ إِلهًا مُبَارَكًا إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.” (رومية 5:9).

كذلك، لم يكن ليسوع أب بشري، لأنه كان قبل أن يوجد أي كائن على الأرض (يوحنا 58:8). وفهمت مريم نفسها ذلك عندما قالت ” تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ” في لوقا 38:1 و46. يوضح الكتاب المقدس من هو الذي صار جسدًا. كان الله هو الذي اتخذ صورة الإنسان (يوحنا 14:1) مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، (غلاطية 4:4).

في الواقع، اعتبرت مريم نفسها ” أَمَةُ الرَّبِّ” (لوقا 38:1). عندما تحدثت مريم عن نعمة اختيار الله لأم المسيح، قالت: ” لأَنَّهُ (الرب) نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ” (لوقا 48:1). إن عبارة ” أَمَةُ الرَّبِّ” لن تكون مناسبة للإشارة إلى مريم لو أنها كانت “والدة الله”.

أوضح يسوع أنه ليس لمريم أسبقية خاصة أمام الله. ” وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهذَا، رَفَعَتِ امْرَأَةٌ صَوْتَهَا مِنَ الْجَمْعِ وَقَالَتْ لَهُ:«طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذِي حَمَلَكَ وَالثَّدْيَيْنِ اللَّذَيْنِ رَضِعْتَهُمَا». أَمَّا هُوَ فَقَالَ:«بَلْ طُوبَى لِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللهِ وَيَحْفَظُونَهُ».”(لوقا 27:11و28).

وعندما طلبت مريم مساعدة يسوع في عرس قانا, الجليل (ليس قانا, لبنان) قَالَ لَهَا يَسُوعُ:«مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ؟ ” (يوحنا 4:2). لقد استعمل يسوع كلمة “امرأة” ليس بطريقة ازدرائية بل للتعبير عن الاحترام (متى 28:15؛ يوحنا 26:19؛ 15:20). لقد أراد فقط أن تدرك مريم أن رسالته كانت موجهة له فقط من قِبل أباه السماوي وحده.

وفي مناسبة أخرى عندما أتت مريم وإخوته لرؤيته ” مَدَّ يَدَهُ نَحْوَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ:«هَا أُمِّي وَإِخْوَتي.” (متى 49:12). أظهر يسوع أن أي شخص يؤمن به ويُطيع إرادة الله سيُباركه كواحد من عائلته.

يعبد الكاثوليك مريم، مدّعين “الحبل بلا دنس” (“(“Dogmatic Constitution on the Church” 1964, 8.3, Second Vatican Council)”). ولكن إذا كانت مريم ستُعبد بصفتها “والدة الإله”، فيجب أن يكون لذلك أساس كتابي. ولكن، مثل هذا الأمر غير موجود في الكتاب المقدس. لا توجد آية واحدة في الكتاب المقدس تصف مريم بأنها “والدة الإله” ولا يوجد آية واحدة تذكر أنها إنتقلت الى السماء, مع العلم أن يسوع المسيح أوصى بها يوحنا الحبيب الذي عاش الى ما يناهز التسعين من عمره, وكتب العديد من رسائل الكتاب المقدس, منها انجيل يوحنا ويوحنا الأولى والثانية والثالثة وكتاب الرؤيا, لكنه لم يذكر مرة واحدة اسم مريم. علينا أن نسأل نفسنا, من أين جاءت فكرة إنتقال مريم؟ هذه الفكرة مبنية على التقاليد البشرية فقط.

كيف يمكن لمريم، المخلوقة، أن تصير أم الخالق نفسه؟

في خدمة الرب,
BibleAsk Team

More Answers: