يتساءل البعض عما إذا كانت ظهورات مريم والقديسين هي رسائل حقيقية من الله؟ قبل أن نعالج هذا السؤال، نحتاج أولاً أن نفهم ما يقوله الكتاب المقدس عن حالة الموت:
الله خلق الانسان من التراب “وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً.”(تكوين 2: 7).
تُرَابًا + نَسَمَةَ حَيَاةٍ = نَفْسًا حَيَّةً
عند الموت، تنعكس العملية ” فَيَرْجعُ التُّرَابُ إِلَى الأَرْضِ كَمَا كَانَ، وَتَرْجعُ الرُّوحُ (نَسَمَةَ حَيَاةٍ )إِلَى اللهِ الَّذِي أَعْطَاهَا. “(جامعة 12: 7).
نَفْسًا حَيَّةً – نَسَمَةَ حَيَاةٍ = تُرَابًا
الروح التي تعود إلى الله عند الموت هي نسمة الحياة. لا يوجد مكان في كل كلمة الله (الكتاب المقدس) يذكر فيه أن “للروح” حياة أو حكمة أو شعور بعد وفاة الشخص. إنها ” نَسَمَةَ حَيَاةٍ ” ولا شيء أكثر من ذلك. بدون روح الله أو نَسَمَةَ الحَيَاة، لا حياة ” الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ (نَسَمَةَ حَيَاةٍ) مَيِّتٌ، ” (يعقوب 2: 26).
النفس هي نَفْسًا حَيَّةً أو كائن حي. النفس هي دائمًا مزيج من شيئين: تُرَابًا + نَسَمَةَ حَيَاةٍ. النفس تموت (أيوب 4:17). الله وحده خالد ” …الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ…” (تيموثاوس الأولى 15:6و16). يتعارض مفهوم النفس الخالدة التي لا تموت مع الكتاب المقدس، الذي يعلّم أن اَلنَّفْسُ تَمُوتُ (حزقيال 20:18).
يقول الكتاب المقدس، بعد الموت، يعود الإنسان إلى التراب (مزامير 104: 29)، ولا يعرف شيئًا (جامعة 9: 5)، ولا يمتلك أي قوى عقلية (مزامير 146: 4)، ولا علاقة له بأي شيء على الأرض (جامعة 6:9)، لا يعيش (ملوك الثاني 20: 1)، ينتظر في القبر (أيوب 13:17)، ولا يستمر (أيوب 1:14و2) إلى يوم القيامة عندما” يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ، فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ، وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ.” (يوحنا 28:5و29). حتى داود الذي كان قديساً لم يصعد إلى السماء بعد ” يُقَالَ لَكُمْ جِهَارًا عَنْ رَئِيسِ الآبَاءِ دَاوُدَ إِنَّهُ مَاتَ وَدُفِنَ، وَقَبْرُهُ عِنْدَنَا حَتَّى هذَا الْيَوْمِ… لَمْ يَصْعَدْ إِلَى السَّمَاوَاتِ”(أعمال الرسل 29:2و34).
نستنتج هنا أن الإنسان لا يذهب إلى السماء أو جهنّم عند الموت. بل بكل بساطة ينام إلى يوم القيامة ” لأَنَّ الرَّبّ نَفْسَهُ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً. ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ.”(تسالونيكي الأولى 16:3و17).” هُوَذَا سِرٌّ أَقُولُهُ لَكُمْ: لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا، وَلكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ، فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ. فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ، فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ، وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ. لأَنَّ هذَا الْفَاسِدَ لاَبُدَّ أَنْ يَلْبَسَ عَدَمَ فَسَادٍ، وَهذَا الْمَائِتَ يَلْبَسُ عَدَمَ مَوْتٍ.”(1 كورنثوس 15: 51-53).
فإذا كان الأموات نائمين ولا يعرفون ماذا يجري على الأرض، فمن المسؤول عن هذه الظهورات؟
هذه الظهورات هي من صنع الشيطان وملائكته الذين يظهرون كملائكة نور (كورنثوس الثانية 14:11). تعمل الشياطين معجزات مقنعة بشكل لا يصدق (رؤيا 13:13و14). إن الشيطان وملائكته يتظاهرون بأنهم أقاربنا الأتقياء الذي ماتوا، أو أنبياء الكتاب المقدس، أو حتى الرسل (كورنثوس الثانية 13:11)، وسوف يخدعون العالم ” فَإِنَّهُمْ أَرْوَاحُ شَيَاطِينَ صَانِعَةٌ آيَاتٍ (معجزات) “(رؤيا 14:16).” لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا.”(متى 24:24).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team