المخلّصين والهالكين
يعتقد البعض أن القديسين لن يكونوا سعداء في السماء بينما أحبائهم الضالون يتعذبون في النار الأبدية. لكن الكتاب المقدس يعلِّم أن النار ليست أبدية. سوف تنطفئ بعد أن تحقق الغرض الدينونة لكل شخص وفقًا لأعماله.
مصطلح “إلى الأبد” في الكتاب المقدس، هو عن فترة زمنية، محدودة أو غير محدودة. تم استخدامه 56 مرة في الكتاب المقدس في أمور قد انتهت فعلياً. في يونان 6:2،” مَغَالِيقُ الأَرْضِ عَلَيَّ إِلَى الأَبَدِ” تعني ” ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال”(يونان 17:1). في تثنية 3:23 ” إِلَى الأَبَدِ” تعني ” حَتَّى الْجِيلِ الْعَاشِرِ “. بالنسبة للبشر تعني, ما دام حي أو الى ان يموت ” «مَتَى فُطِمَ الصَّبِيُّ آتِي بِهِ لِيَتَرَاءَى أَمَامَ الرَّبِّ وَيُقِيمَ هُنَاكَ إِلَى الأَبَدِ».”(صموئيل الأول 22:1، 28؛ خروج 6:21؛ مزمور 14:48).
يذكر في الكتاب المقدس على وجه التحديد أن النار ستنطفئ ” هَا إِنَّهُمْ قَدْ صَارُوا كَالْقَشِّ. أَحْرَقَتْهُمُ النَّارُ. لاَ يُنَجُّونَ أَنْفُسَهُمْ مِنْ يَدِ اللَّهِيبِ. لَيْسَ هُوَ جَمْرًا لِلاسْتِدْفَاءِ وَلاَ نَارًا لِلْجُلُوسِ تُجَاهَهَا. (إشعياء 14:47). كتب ملاخي:” فَهُوَذَا يَأْتِي الْيَوْمُ الْمُتَّقِدُ كَالتَّنُّورِ، وَكُلُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ وَكُلُّ فَاعِلِي الشَّرِّ يَكُونُونَ قَشًّا، وَيُحْرِقُهُمُ الْيَوْمُ الآتِي، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ، فَلاَ يُبْقِي لَهُمْ أَصْلاً وَلاَ فَرْعًا… وَتَدُوسُونَ الأَشْرَارَ لأَنَّهُمْ يَكُونُونَ رَمَادًا تَحْتَ بُطُونِ أَقْدَامِكُمْ يَوْمَ أَفْعَلُ هذَا، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ”(ملاخي 1:4 و3). حتى الشيطان سيتحول إلى رماد على الأرض (حزقيال 18:28). لا يحترق الضالين إلى ما لا نهاية.
يقول الرب أن الهالكين سيعاقبون حسب اعمالهم (متى 27:16؛ رومية 5:2-7؛ أمثال 12:24). ولكن بعد العقاب تنطفئ النار. يعلّم الكتاب المقدس أيضًا أنه في الملكوت الجديد سيكون ” سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً، لأَنَّ السَّمَاءَ الأُولَى وَالأَرْضَ الأُولَى مَضَتَا، وَالْبَحْرُ لاَ يُوجَدُ فِي مَا بَعْدُ… لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ”(رؤيا 1:21 و4). كون جهنّم أحد الأشياء السابقة، فسوف يزول أيضًا.
لو عذب الرب أعداءه في جهنّم الى الأبد، لكان يُعتبر أكثر قسوة من أي انسان مضى. إن تعليم العذاب الأبدي في جهنّم هو تعدِّي على شخصية أبانا السماوي المحب الرحوم والذي أحبنا حتى الموت.” لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.”(يوحنا 16:3). الرب محب وعادل. وقد تجلى ذلك بوضوح في موت يسوع على الصليب.
حياة أبدية بدون حزن
ستكون هناك بالتأكيد فترة وجيزة من الحزن والأسى، ولكن بعد أن تنطفئ النار ، سيعزي الرب أولاده.” وَسَيَمْسَحُ الرب كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ”(رؤيا 4:21). سيزول كل سبب للحزن نهائياً.«ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ».(كورنثوس الأولى 54:15).” آخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ هُوَ الْمَوْتُ.”(الآية 26).
محاطون بجمال وأفراح الأرض الجديدة، سينسى قديسي الرب الماضي الأليم؛” فَلاَ تُذْكَرُ الأُولَى وَلاَ تَخْطُرُ عَلَى بَال”(إشعياء 17:65).” لأَنَّ الضِّيقَاتِ الأُولَى قَدْ نُسِيَتْ”(الآية 16).
سيكون القديسون سعداء بمحبة الرب اللامتناهية.” وَمَفْدِيُّو الرَّبِّ يَرْجِعُونَ وَيَأْتُونَ إِلَى صِهْيَوْنَ بِتَرَنُّمٍ، وَفَرَحٌ أَبَدِيٌّ عَلَى رُؤُوسِهِمِ. ابْتِهَاجٌ وَفَرَحٌ يُدْرِكَانِهِمْ. وَيَهْرُبُ الْحُزْنُ وَالتَّنَهُّدُ.”(إشعياء 10:35).
يقول بولس الرسول عن السماء:«مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ».(كورنثوس الأولى 9:2). لا يمكن استيعاب حقائق الملكوت الأبدي الآن. لكن هناك شيء واحد مؤكد وهو أن الآب سيحقق كل أحلام أولاده بطريقة لم يتخيلوها أو يظنوا أنها ممكنة.
في خدمة الرب,
BibleAsk Team