يتساءل البعض عما إذا كانت سيرة حياتنا مكتوبة ومسيّرة وما إذا كان الرب يرتِّب الظروف لتحقيق نتائج معيّنة، وفي هذه العملية يقضي على حرية الإنسان في الاختيار. لكن الكتاب المقدس يظهر بوضوح أن الرب لا يتدخل لتغيير ما يختاره البشر. تقدم قصص إستير ويوسف مثالًا جيدًا لكيفية سماح الرب للناس بعمل كل ما يريدونه وفي نفس الوقت يوجِّه الظروف لتحقيق ما يريده.
وبالتالي، فإن معرفة الرب المسبقة ليس لها أي تأثير على ما يختاره الناس. فقط لأن الشخص قد يكون لديه معرفة مسبقة بحدث ما لا يعني أنه تسبب في الحدث أو أن الشخص الذي يتخذ القرار موجه من خلال هذه المعرفة.
مثال على ذلك شخص يصور مباراة كرة القدم بالفيديو. بعد المباراة، يعرف هذا الشخص المجموعة التي فازت بالمباراة ولكن لم يكن له أي تأثير على تسيير لعب اللاعبين. كل لاعب عمل بالضبط ما يريد أن يعمله. كل لاعب لعب بكامل إرادته. وبالمثل، يعلم الرب مسبقاً ما سيعمله كل شخص. باستخدام هذه المعرفة، يمكنه ترتيب الأحداث لتحقيق غاياته من خلال الظروف الطبيعية. لكنه لم يتدخل أبدًا في كيفية استخدام البشر لإرادتهم الحرة.
الرب بعرف مسبقًا لأنه كلي المعرفة، أي أنه يعرف كل شيء.” وَلَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ ذلِكَ الَّذِي مَعَهُ أَمْرُنَا.”(عبرانيين 13:4 وأيضاً إشعياء 10:46؛ 18:15). الماضي والحاضر والمستقبل كله معروف لدى الرب. لا شيء أقل من المعرفة المطلقة أو كُلّي المعرفة يمكن أن نطلقه على المفهوم الأساسي لكمال الرب.
كان كل من ارتداد الشيطان وسقوط الإنسان متوقعاً من قِبل الرب، وعمل على تلبية الحالة الطارئة (بطرس الأولى 20:1؛ رؤيا 8:13). في الواقع، النبوة المتوقّعة هي الدليل الأسمى على علمه المسبق. النبوّة تتوقّع بما استبق الرب ورأى. الأحداث المتوقعة لا تحدث لأنها كانت متوقعة؛ تم توقعها لأنها ستحدث. المعرفة المسبقة والعناية الإلهية لا تلغي حرية الإنسان بأي حال من الأحوال.
في خدمة الرب,
BibleAsk Team