هل ستتغير شخصيتنا في السماء؟
لن تتغير شخصية المفديين عندما يصلون إلى السماء. يجب أن يحدث تغيير الشخصية هنا على الأرض. الحياة هي فرصة لله لتنمية الشخصية المسيحية بنعمته. لأن الرب يقول لأولاده:«كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ».(بطرس الأولى 15:1-16؛ متى 48:5).
لم يأت المسيح ليخلصنا بالخطيّة بل من الخطيّة (يوحنا الأولى 7:1). الرب لا يمنحنا مغفرة الخطايا فحسب، بل يعطينا أيضًا الانتصار عليها.” إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ.”(1 يوحنا 9:1). لقد عمل الرب كل تدبير لكي يمكِّن المؤمن في التغلب على كل خطاياه(رومية 1:8-4).
إن عملية التحوُّل، التي تسمى “التقديس” ، هي تطهير يومي من الخطيّة والنمو في النعمة المسيحية (رومية 19:6). الخطوة الأولى التي يحصل بها الخاطئ على مغفرة فورية لكل الذنوب الماضية تسمى “التبرير” (رومية 1:5). إن الرب يعمل باستمرار وهو” الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا غَيُورًا فِي أَعْمَال حَسَنَةٍ.”(تيطس 14:2).
من خلال قوة الروح القدس الساكنة فينا، يجب على كل مسيحي أن يطهِّر نفسه”ليَكُونُ إِنَاءً لِلْكَرَامَةِ، مُقَدَّسًا، نَافِعًا لِلسَّيِّدِ، مُسْتَعَدًّا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ.”(تيموثاوس الثانية 21:2). من خلال التقديس تصبح حياتنا خطوة بعد خطوة مثل الله “القدوس” (بطرس الأولى 16:1). يحث بولس المؤمنين على أن يكملوا شخصيتهم بنعمة الله، “… لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الْجَسَدِ وَالرُّوحِ، مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ اللهِ.” (كورنثوس الثانية 1:7).
كيف يحصل المسيحيون إلى القداسة؟
الإنسان غير قادر على تطهير نفسه، لأنه لا قدرة فيه على التخلص من الخطيّة (رومية 22:7-24). لا يمكن أن يصبح المسيحي قديسًا إلا من خلال السماح لله بإجراء تغيير فيه (فيلبي 12:2-13؛ بطرس الأولى 22:1). يجب على المؤمن أن يستفيد من كل ما يقدمه الله له للتطهير. الله يحرك الإرادة لكي يقوم المؤمن باستخدامها.
إن درع المسيح متاح لجميع المسيحيين، ولكن مسؤوليتهم هي ارتدائه (أفسس 10:6-11). لا فائدة لقوة الله ونعمته اذا كان الشخص متقلب القلب والإرادة. الله يعين الذي يحارب “جَاهِدْ جِهَادَ الإِيمَانِ الْحَسَنَ،”، والله يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا (تيموثاوس الأولى 12:6؛ رومية 37:8).
هناك وعدين للرب،” اللَّذَيْنِ بِهِمَا قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ، لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ.”(2 بطرس 4:1). بالإيمان بموعد الله، يتمكن المسيحيين أن يصبحوا شركاء في الطبيعة الإلهية، ومن خلال قوة تلك الطبيعة الجديدة، يتمكنون من الهروب من فساد الخطيّة.
بمعنى آخر، كل شيء يعتمد على استسلام المؤمن والتزامه بروح المسيح الساكن فيه. قال يسوع:” …بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا.” (يوحنا 5:15). طالما بقي المؤمن على اتصال بالله من خلال الدراسة اليومية لكلمته والصلاة، يمكنه أن يختبر النصرة. أعلن يسوع:” الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ،…” (يوحنا 5:15).
يعلمنا الكتاب المقدس أن الشخص الذي أحبنا لدرجة انه يموت من أجلنا هو الآن يعيش فينا ليواصل عمل خلاصنا (غلاطية 20:2). لذلك أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي.(فيلبي 13:4). اختبر بولس قوة الفداء تلك، وأدى ذلك إلى إعلانه قائلاً:” وَلكِنْ شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ.”(كورنثوس الأولى 57:15).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team