هل العشور جزء من شريعة موسى التي انتهت على الصليب؟

BibleAsk Arabic

العشور ما قبل موسى

يعتقد البعض أن العشور كانت جزءًا من نظام موسى للطقوس والاحتفالات التي انتهت على الصليب. لكن الكتاب المقدس يظهر بوضوح أن العشور كانت تمارس قبل موسى:

” فَأَعْطَاهُ (ابرام أو ابراهيم) عُشْرًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ.” (تكوين 20:14؛ عبرانيين 4:7). حقيقة أن أبرام دفع العشور تظهر بوضوح أن هذه الفريضة لم تكن لاحقًا وسيلة مؤقتة لتوفير خدمات القرابين، ولكنها كانت من الأساس  ممارسة رسخها الرب فينا. شهد لإبراهيم بانه حفظ وصايا الله وفرائضه وشرائعه (تكوين 5:26) وقام بواجباته الدينية بأمانة.

وفي تكوين 22:28، قال يعقوب:” وَكُلُّ مَا تُعْطِينِي فَإِنِّي أُعَشِّرُهُ لَكَ” لا شك أن يعقوب أوفى نذره للرب. وحقيقة أن الله باركه بكثرة في السنوات اللاحقة هو دليل على ذلك. لأن يعقوب ترك كنعان هاربًا فقيرًا لكنه عاد بعد 20 عامًا ومعه الكثير من الماشية والغنم والخدام وعائلة كبيرة.

تكشف هذه المقاطع أن كلاً من إبراهيم ويعقوب، اللذان عاشا قبل زمن موسى بفترة طويلة، كانا يعشرا دخلهما. لذلك يمكننا أن نرى أن خطة الرب في العشور سبقت شريعة موسى.

العشور في الفترة الموسوية

ومرة أخرى كان العشور يُمارس في العصر الموسوي:

«وَكُلُّ عُشْرِ الأَرْضِ مِنْ حُبُوبِ الأَرْضِ وَأَثْمَارِ الشَّجَرِ فَهُوَ لِلرَّبِّ. قُدْسٌ لِلرَّبِّ. وَإِنْ فَكَّ إِنْسَانٌ بَعْضَ عُشْرِهِ يَزِيدُ خُمْسَهُ عَلَيْهِ. وَأَمَّا كُلُّ عُشْرِ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ فَكُلُّ مَا يَعْبُرُ تَحْتَ الْعَصَا يَكُونُ الْعَاشِرُ قُدْسًا لِلرَّبِّ. لاَ يُفْحَصُ أَجَيِّدٌ هُوَ أَمْ رَدِيءٌ، وَلاَ يُبْدِلُهُ. وَإِنْ أَبْدَلَهُ يَكُونُ هُوَ وَبَدِيلُهُ قُدْسًا. لاَ يُفَكُّ». (لاويين 30:27-33).

«وَأَمَّا بَنُو لاَوِي، فَإِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ كُلَّ عُشْرٍ فِي إِسْرَائِيلَ مِيرَاثًا عِوَضَ خِدْمَتَهِمْ الَّتيِ يَخْدِمُونَهاَ، خِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. فَلاَ يَقْتَرِبُ أَيْضًا بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِيَحْمِلُوا خَطِيَّةً لِلْمَوْتِ،بَلِ اللاَّوِيُّونَ يَخْدِمُونَ خِدْمَةَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَهُمْ يَحْمِلُونَ ذَنْبَهُمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً فِي أَجْيَالِكُمْ. وَفِي وَسَطِ إِسْرَائِيلَ لاَ يَنَالُونَ نَصِيبًا. إِنَّ عُشُورَ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي يَرْفَعُونَهَا لِلرَّبِّ رَفِيعَةً قَدْ أَعْطَيْتُهَا لِلاَّوِيِّينَ نَصِيبًا. لِذلِكَ قُلْتُ لَهُمْ: فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ يَنَالُونَ نَصِيبًا».وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: (عدد 21:18-24).

العشور في مملكة إسرائيل

وكانت العشور تمارس في عصر مملكة إسرائيل.

” وَأَتَى كُلُّ يَهُوذَا بِعُشْرِ الْقَمْحِ وَالْخَمْرِ وَالزَّيْتِ إِلَى الْمَخَازِنِ،”(نحميا ١٢:١٣).

“أَيَسْلُبُ الإِنْسَانُ اللهَ؟ فَإِنَّكُمْ سَلَبْتُمُونِي. فَقُلْتُمْ: بِمَ سَلَبْنَاكَ؟ فِي الْعُشُورِ وَالتَّقْدِمَةِ. قَدْ لُعِنْتُمْ لَعْنًا وَإِيَّايَ أَنْتُمْ سَالِبُونَ، هذِهِ الأُمَّةُ كُلُّهَا. هَاتُوا جَمِيعَ الْعُشُورِ إِلَى الْخَزْنَةِ لِيَكُونَ فِي بَيْتِي طَعَامٌ، وَجَرِّبُونِي بِهذَا، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ، إِنْ كُنْتُ لاَ أَفْتَحُ لَكُمْ كُوَى السَّمَاوَاتِ، وَأَفِيضُ عَلَيْكُمْ بَرَكَةً حَتَّى لاَ تُوسَعَ. وَأَنْتَهِرُ مِنْ أَجْلِكُمْ الآكِلَ فَلاَ يُفْسِدُ لَكُمْ ثَمَرَ الأَرْضِ، وَلاَ يُعْقَرُ لَكُمُ الْكَرْمُ فِي الْحَقْلِ، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. وَيُطَوِّبُكُمْ كُلُّ الأُمَمِ، لأَنَّكُمْ تَكُونُونَ أَرْضَ مَسَرَّةٍ، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ.”(ملاخي 3: 8-12).

العشور في العهد الجديد

مورست العشور مرة أخرى خلال في زمن العهد الجديد. قال يسوع:” وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ، وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ.”(متى 23: 23).

لم يُلغِ يسوع نظام العشور بل أيده حين قال:” لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ.”(متى 17:5). يوضح يسوع أنه لم يكن ضد العشور، ولكن ضد الروح المنافقة عند الكتبة والفريسيين، الذين كان دينهم قائمًا على حفظ أشكال الشريعة. ثم أخبرهم بوضوح أنه ينبغي عليهم الاستمرار في العشور، ولكن ينبغي أيضًا أن يكونوا رحماء وعادلين.

لا يسوع ولا أي كاتب من كتّاب العهد الجديد يعفي من واجب العشور على الإطلاق. كتب بولس عن العشور قائلاً:” أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ فِي الأَشْيَاءِ الْمُقَدَّسَةِ، مِنَ الْهَيْكَلِ يَأْكُلُونَ؟ الَّذِينَ يُلاَزِمُونَ الْمَذْبَحَ يُشَارِكُونَ الْمَذْبَحَ؟ هكَذَا أَيْضًا أَمَرَ الرَّبُّ: أَنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَ بِالإِنْجِيلِ، مِنَ الإِنْجِيلِ يَعِيشُونَ.”(1 كورنثوس 13:9و14). خطة يسوع اليوم هي أن تُستخدم العشور لدعم أولئك الذين يعملون حصرياً في الخدمة التبشيرية.

يقول يسوع، إن أعطيناه الأولوية في حياتنا، فسوف يلبي جميع احتياجاتنا (متى 33:6). غالبًا ما تعمل خطته على عكس فكرتنا. وفقًا لخطته، فإن ما يبقى معنا بعد العشور سيكون مُبارك أكثر مما لو لم نعشِّر. الحقيقة هي أننا لا يمكننا أن نتحمل عدم التعشير.

في خدمة الرب,
BibleAsk Team

More Answers: