الإيمان والأعمال
يتساءل البعض هل الخلاص بالإيمان فقط وليس بالأعمال؟ دعونا نتفحّص كلمات بولس ويعقوب:
يقول بولس:” لإِظْهَارِ بِرِّهِ فِي الزَّمَانِ الْحَاضِرِ، لِيَكُونَ بَارًّا وَيُبَرِّرَ مَنْ هُوَ مِنَ الإِيمَانِ بِيَسُوعَ.”(رومية 26:3).
ويقول يعقوب:” أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَدَّمَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ؟”(يعقوب 21:2).
هل بولس ويعقوب يناقضان بعضهما البعض؟ الجواب هو لا
يتحدث بولس ويعقوب إلى مجموعتين مختلفتين من المؤمنين. كان بولس يتعامل مع المؤمنين اليهود الذين كانوا يحاولون إرغام المهتدين من الأمم على حفظ كل شريعة موسى لكي يتم تبريرهم. ولذلك رد بولس على هذا بالقول لا يمكن للإنسان أن يستحصل على الخلاص بنفسه؛ بل إنه يأتي كعطيّة مجانية من الله(أفسس 8:2).
ومع ذلك، يتعامل يعقوب مع المهتدين الجدد الذين أتوا إلى الكنيسة معتقدين أنه بما أنهم مُبررون بالإيمان، فإن الطاعة لا تهم. لكي نفهم يعقوب، علينا أن نقرأ الآية التي تلي الآية 21: ” فَتَرَى أَنَّ الإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِالأَعْمَالِ أُكْمِلَ الإِيمَانُ،”(يعقوب 22:2).
فالإيمان إذن ينتج الأعمال. كيف؟ كلمة” أُكْمِلَ” في هذه الجملة تعني انه قد تم. عند استخدامها في الجملة، فهي تعني أن أعمال إبراهيم بالإيمان ظهرت، أي أنها قدمت دليلاً على إيمانه. بمعنى آخر، أثبتت أععماله على أنه كان مبررًا! وهكذا، فإننا نخلص بالإيمان وحده، ولكن الإيمان سيظهر في الأعمال الصالحة.
الإيمان الحقيقي يؤدي إلى الأعمال الصالحة
الكتاب المقدس مليء بالمراجع حول أهمية الأعمال الصالحة. ليس من الخطيّة أن تعمل الخير، وليس من الخطأ أن تتوقف عن ارتكاب الخطيّة. يكتب بولس:” كَذلِكَ أَيْضًا الأَعْمَالُ الصَّالِحَةُ وَاضِحَةٌ، وَالَّتِي هِيَ خِلاَفُ ذلِكَ لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى.”(1 تيموثاوس 25:5). يوضح لنا هذا المقطع أن أعمال المخلصين واضحة لأنها صالحة. المخلص من ثمارمه تعرفونه (متى 7: 16). 1 تيموثاوس 6: 18 يكرر نفس الحقيقة ويقول:” وَأَنْ يَصْنَعُوا صَلاَحًا، وَأَنْ يَكُونُوا أَغْنِيَاءَ فِي أَعْمَال صَالِحَةٍ، “.
ويضيف الرسول بولس أيضًا:” لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا.”(أفسس 10:2). ليس بقدرة الإنسان أن يأتي بأعمال صالحة. من المهم له أولاً أن يولد الولادة الجديدة روحياً في المسيح قبل أن يتمكن من تقديم الأعمال الصالحة التي أراده الله أن يأتي بها.
من خلال تغيير الإرادة والنوايا والواجبات، تصبح الشهادة بالأعمال الصالحة ممكنة (متى 5: 14-16). والخبر السار هو أن الرب قد وفر للمؤمنين الوسائل لإنتاج أعمال صالحة(فيلبي 13:4).” فَإِنْ طَهَّرَ أَحَدٌ نَفْسَهُ مِنْ هذِهِ، يَكُونُ إِنَاءً لِلْكَرَامَةِ، مُقَدَّسًا، نَافِعًا لِلسَّيِّدِ، مُسْتَعَدًّا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ.”(2 تيموثاوس 21:2 ويوحنا 16:15).
يشدد بولس على أهمية الأعمال الصالحة،” مُقَدِّمًا نَفْسَكَ فِي كُلِّ شَيْءٍ قُدْوَةً لِلأَعْمَالِ الْحَسَنَةِ، وَمُقَدِّمًا فِي التَّعْلِيمِ نَقَاوَةً، وَوَقَارًا، وَإِخْلاَصًا، “(تيطس 7:2). يشمل الإيمان الحقيقي كل نشاط يمكن للإنسان أن يقوم به عندما تخضع أفكاره لإرادة الله (كورنثوس الثانية 5:10).
فقط أولئك الذين يختارون بأمانة أن يُعرفوا كأبناء الله يسمحون لكلمة الله أن تقوم بوظيفتها بجدية فيهم كما هو مذكور في تيموثاوس الثانية 16:3. ومن خلال الالتزام بتعليمات الكتاب المقدس، سيُعرف المؤمنون لدى الجميع بأنهم أولاد الله. ” لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ.” (2 تيموثاوس 17:3). لاحظ أن نفس الشخص الذي كتب الآيات أعلاه هو الرسول بولس الذي كتب الآية الافتتاحية (رومية 26:3).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team