الاختطاف
أحد المقاطع الأكثر إثارة للجدل في الكتاب المقدس موجود في 1 تسالونيكي 16:4-17. يقوم البعض بتفسير هذه الكلمات على أنها تصف الإختطاف السري الذي من المفترض أن يحدث مباشرة قبل سبع سنوات الضيق الذي ينتهي عند المجيء الثاني المرئي ليسوع المسيح. لكن 1 تسالونيكي 16:4-17 هي في الواقع وصف للمجيء الثاني لربنا، وأنه في ذلك الحين سوف “يُختطف” المؤمنون الحقيقيون.
كتب بولس الرسول:” لأَنَّ الرَّبّ نَفْسَهُ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ (لا أعتقد انه مع كل تلك الأصوات يمكننا وصف الحدث بأنه سرّي) سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ. لِذلِكَ عَزُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِهذَا الْكَلاَمِ.”(1 تسالونيكي 16:4-18)
“وَأَمَّا الأَزْمِنَةُ وَالأَوْقَاتُ فَلاَ حَاجَةَ لَكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ عَنْهَا،لأَنَّكُمْ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ بِالتَّحْقِيقِ أَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ هكَذَا يَجِيءُ. لأَنَّهُ حِينَمَا يَقُولُونَ:«سَلاَمٌ وَأَمَانٌ»، حِينَئِذٍ يُفَاجِئُهُمْ هَلاَكٌ بَغْتَةً، كَالْمَخَاضِ لِلْحُبْلَى، فَلاَ يَنْجُونَ. وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ فَلَسْتُمْ فِي ظُلْمَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكُمْ ذلِكَ الْيَوْمُ كَلَصٍّ.”(1 تسالونيكي 1:5-4)
يعلّم بولس أنه عندما ينزل يسوع من السماء، يُجمع المؤمنون الحقيقيون معًا، ويأتي الهلاك المفاجئ على الضالين. كل هذا يحدث في “ذلك اليوم” الذي هو “يوم الرب”، وليس في أجزاء من الأحداث على مدى فترات من السنين. ظهرت هذه الكلمات في نهاية رسالة بولس الأولى إلى مسيحيي تسالونيكي الأوائل.
وقد كتب الرسول رسالة ثانية إلى هؤلاء المسيحيين أنفسهم، والتي علمّهم فيها نفس الشيء تمامًا. وفي 2 تسالونيكي 1:2, كتب بولس إلى نفس المجموعة عن ” مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَاجْتِمَاعِنَا إِلَيْهِ،”(يتوازى تاماً مع 1 تسالونيكي 16:4-17). وفي الإصحاح الأول، كتب بولس عن هذا التجمُّع نفسه.
بعد أن وصف “الاضطهادات والضيقات” التي تحمّلها هؤلاء المؤمنون الأوائل، قال:” وَإِيَّاكُمُ الَّذِينَ تَتَضَايَقُونَ رَاحَةً مَعَنَا، عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ الرَّبِّ يَسُوعَ مِنَ السَّمَاءِ مَعَ مَلاَئِكَةِ قُوَّتِهِ، فِي نَارِ لَهِيبٍ، مُعْطِيًا نَقْمَةً لِلَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ اللهَ، وَالَّذِينَ لاَ يُطِيعُونَ إِنْجِيلَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِينَ سَيُعَاقَبُونَ بِهَلاَكٍ أَبَدِيٍّ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ وَمِنْ مَجْدِ قُوَّتِهِ، مَتَى جَاءَ لِيَتَمَجَّدَ فِي قِدِّيسِيهِ وَيُتَعَجَّبَ مِنْهُ فِي جَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ. لأَنَّ شَهَادَتَنَا عِنْدَكُمْ صُدِّقَتْ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ»(2 تسالونيكي 7:1-10).
تكشف المقارنات الدقيقة أن كل هذه المقاطع – ١ تسالونيكي 16:4-17 و 3:5؛ ٢ تسالونيكي 7:1-10؛ 1:2- تصف نفس اليوم الذي ينزل فيه يسوع المسيح من السماء، عندما يجتمع شعبه المؤمن، وعندما يأتي الهلاك المفاجئ على الضالين. عندما نجمع الأقسام الثلاثة معًا، يصبح من الواضح أن يسوع يأتي بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ (لا أعتقد ان هناك صوت أعلى من ذلك)، ليختطف المؤمنين الحقيقيين ويُهلك الضالين. ليس هناك سر في ذلك.
كما أن الكتاب المقدس لا يذكر أبدًا أي شيء عن فترة السبع سنوات من الضيق يتاح فيها فرصة ثانية للتوبة.” وَكَمَا وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ الدَّيْنُونَةُ”(عبرانيين 27:9).المكان الوحيد الذي تجد فيه فكرة الفرصة الثانية للتوبة هو في الروايات والأساطير الخيالية أو المسلسلات أو الأفلام.
في خدمة الرب,
BibleAsk Team