هل الألم والمعاناة هي نتيجة الأعمال الشريرة؟

BibleAsk Arabic

غالبًا ما يخطئ المسيحيون في اعتقادهم أنهم إذا عاشوا حياة مسيحية تقية، فإن الرب سوف يحميهم من الألم والمعاناة. لكن الحقيقة هي أننا كمسيحيين من الطبيعي أن نعاني من الألم والخسارة في الحياة. هذا ليس دائمًا نتيجة خطايانا، كما قد يزعم البعض، بل من أجل هدف أكبر قد لا نفهمه على الفور. قد لا نفهمه أبدًا، لكن يمكننا أن نثق بالله في مثل تلك الأوقات الصعبة، ونعلم أن لديه خطة جيدة لنا.

قصة أيوب هي مثال على ذلك. كان أيوب”رجُلاً كَامِلاً وَمُسْتَقِيمًا، يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ.”(أيوب 1: 1)، ومع ذلك فقد اختبر معاناة شديدة. لم يستطع أن يستوعب لماذا سمح الرب بألمه. لم يستطع رؤية الصراع السماوي وراء الكواليس بين الشيطان والله. ومع ذلك، فمن أعماق الإحباط والاكتئاب، ارتقى أيوب إلى قمة الثقة الكاملة برحمة الله وقدرته على خلاصه، فقال:” هُوَذَا يَقْتُلُنِي. لاَ أَنْتَظِرُ شَيْئًا. فَقَطْ أُزَكِّي طَرِيقِي قُدَّامَهُ.” (أيوب 15:13). ولسبب ثقته العظيمة، جازاه الرب ببركات كثيرة.” وَبَارَكَ الرَّبُّ آخِرَةَ أَيُّوبَ أَكْثَرَ مِنْ أُولاَهُ.”(أيوب 12:42).

المعاناة ليست دائما نتيجة مباشرة للخطيّة. إليك مثال آخر من العهد الجديد في القصة التالية:” وَفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ (يسوع) رَأَى إِنْسَانًا أَعْمَى مُنْذُ وِلاَدَتِهِ، فَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ:«يَا مُعَلِّمُ، مَنْ أَخْطَأَ: هذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟». أَجَابَ يَسُوعُ:«لاَ هذَا أَخْطَأَ وَلاَأَبَوَاهُ، لكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ اللهِ فِيهِ.”(يوحنا 1:9-3). لم يشرح يسوع سبب معاناة الرجل، لكنه أخبرهم [لليهود] أن الله سيُظهر قدراته في شفاء الأعمى (يوحنا 7:9).

كل الأشياء تعمل معاً للخير

خطة الخلاص لا تقدم للمسيحيين حياة خالية  من الألم على هذه الأرض. بل على العكس, هم مدعوَّين إلى السير في خطى معلمهم في إنكار الذات. كما كان الشيطان وأتباعه يعارضون يسوع باستمرار، كذلك سيكون حال كل أولئك الذين هم من أولاد الله. ولكن من خلال مثل هذه الاضطهاضات تنكشف شخصية المسيح في أولاده.” كَثِيرُونَ يَتَطَهَّرُونَ وَيُبَيَّضُونَ وَيُمَحَّصُونَ،” (دانيال 10:12).

في عناية الله، تُبطل ضربات العدو لصالنا. كتب بولس،” وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ” (رومية 28:8). لا شيء يمكن أن يمس المسيحي إلا بإذن من ربنا (أيوب 12:1؛ 2: 6)، وكل الأشياء المسموح بها تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ. إذا سمح الله أن يحل علينا معاناة ومشاكل، فلا يكون ذلك لهلاكنا بل لتنقيتنا وتقديسنا (رومية 17:8).

المتاعب وخيبات الأمل تعلِّم أولاد الله حقيقة حالتهم الضعيفة والمحتضرة وتجعلهم يعتمدون عليه في الدعم والخلاص. كما تنتج فيهم روح الصبر. هكذا كانت خبرة شعب الله عبر العصور، وفي نهاية حياتهم كانوا قادرين على القول بأن آلامهم كانت لخيرهم (مزمور 67:119 و71؛ عبرانيين 11:12).

واجه يوسف الصديق الكثير من المحن عندما تم بيعه كعبد، لكن كان للرب غرضًا أكبر عندما تم اختياره ليكون حاكمًا على كل مصر. في نهاية حياته،استطاع يوسف أن يقول لإخوته،”أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرًّا، أَمَّا اللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْرًا،”(تكوين 20:50).

في خدمة الرب,
BibleAsk Team

More Answers: