عند الحديث عن الطلاق والعزوبية، قال يسوع:” وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَب الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي، وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي». قَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «إِنْ كَانَ هكَذَا أَمْرُ الرَّجُلِ مَعَ الْمَرْأَةِ، فَلاَ يُوافِقُ أَنْ يَتَزَوَّجَ!» فَقَالَ لَهُمْ:«لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم، لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».”(متى 9:19-12).
هل أوصى يسوع بالعزوبية في المقطع أعلاه؟ جواب الكتاب المقدس هو لا. إن كلمات ربنا في متى 19، إذا فُهمت حرفياً، تتعارض مع ما يعلِّمه الكتاب المقدس عن الغرض من الزواج.
منذ البداية، خطط الله الزواج ليكون مؤسسة مباركة. قال يسوع:” مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ”(متى 5:19و6).
لم يوصي يسوع أبدًا بالعزوبية، سواء للمسيحيين ككل أو للقادة المسيحيين. وقد أوصى الرب أنه “يجب أن يكون الأسقف بلا لوم، بعل امرأة واحدة” (1 تيموثاوس 2:3 و12). وبالمثل، يجب أن يكون الشيخ “زوجاً لامرأة واحدة، له أولاد مؤمنون غير متهمين بالخلاعة أو العصيان”(تيطس 6:1).
يكون تكوين الشخصية أكثر فعالية عندما يرتبط الناس معًا بالزواج وليس “وحيدين”. في علاقات الزواج الحميمة يومًا بعد يوم، يمكِّن للزوجين أن يتعلما تنمية السمات السماوية المتمثلة في الحب والتضحية واللطف والتفاهم والصبر ونكران الذات. إن البتولية ليست هي الحالة الطبيعية العادية، ولا تؤدي إلى حالة القداسة الفائقة كما يدعي البعض.
كان اليهود يتجنبون العزوبية، ولم يمارسها إلا الجماعات الزاهدة المتطرفة مثل الأسينيين. ولا يستطيع الكهنة الذين ولدوا بهذا العطب (الخصي) أن يخدموا في الوظيفة الكهنوتية (لاويين 20:21). وكان هؤلاء الخصيان موضع شفقة اليهود (إشعياء 3:56-5). يذكر سجل الكتاب المقدس على وجه التحديد أن بطرس كان متزوجاً، وربما كان التلاميذ الآخرون كذلك (مرقس 30:1).
يذكر الكتاب المقدس بوضوح أن فرض العزوبية على القادة الروحيين هو إحدى علامات النهاية.”والروح يقول صريحًا أنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان تابعين أرواحًا مضلة وتعاليم شياطين، يتكلمون بالكذب في الرياء… مانعين من الزواج…” هنا يحذر بولس من المفاهيم المتعصبة التي أُدخلت لأول مرة في المسيحية بواسطة الغنوصيين ويروج لها النظام الرهباني.
اعتقد الغنوصيون أن الجسد البشري، كونه مادياً، يجب إنكاره، لذلك كان الزواج خطيّة. ولكن الكتاب المقدس واضح في أن الزواج هو مؤسسة معطاة من الله ويجب تكريمه (كورنثوس الأولى 1:7؛ عبرانيين 4:13).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team