BibleAsk Arabic

هل أكل اليهود أولادهم أثناء حصار أورشليم؟

حصار أورشليم – بعِلم الله

الله يعلم المستقبل ويعرف نتائج اختياراتنا وفي صلاحه يعد بالبركات ووالحماية، ويعرف أيضًا أننا بدونه، لن يكون لدينا بما يكفي من القدرة لمحاربة الشرور التي تحيط بنا. لذلك بينما يعدنا بالحماية إذا طلبناها منه، حذرنا أيضاً من إختيار الشر، لأن الشر سيتغلّب علينا. كان التنبؤ بحصار أورشليم واحد من تلك التحذيرات اتي بسببها أكل اليهود أولادهم.

عهد الله

في عهد الله مع إسرائيل (تثنية 28)، أعطاهم الاختيار بين الطاعة والعصيان. لقد وعدهم ببركات عظيمة إذا أطاعوا. كما أنبأ باللعنات إذا ارتدّوا. بركات الطاعة تفوق أفكار البشر. كما أن عواقب العصيان ستكون صادمة أيضًا.

للأسف، اختارت إسرائيل طريق العصيان الذي أدى إلى خرابها. لكن الرب برحمته لم يترك أولاده دون أن يرسل لهم تحذيرات متكررة. أرسل أنبيائه لينبِّهوا الناس ويعودوا عن طرقهم السيئة لكي لا يتألموا ولا يموتوا. قال:” قُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ، بَلْ بِأَنْ يَرْجعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. اِرْجِعُوا، ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ! فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟”(حزقيال 11:33).

التنبؤات

هذه الدينونة الرهيبة كانت واحدة من تنبؤات موسى،” فَتَأْكُلُونَ لَحْمَ بَنِيكُمْ، وَلَحْمَ بَنَاتِكُمْ تَأْكُلُونَ.” (لاويين 29:26). وأضاف:” فَتَأْكُلُ ثَمَرَةَ بَطْنِكَ، لَحْمَ بَنِيكَ وَبَنَاتِكَ الَّذِينَ أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي الْحِصَارِ وَالضِّيقَةِ الَّتِي يُضَايِقُكَ بِهَا عَدُوُّكَ.” (تثنية 53:28).

وتنبأ إرميا بنفس النتيجة،” وَأُطْعِمُهُمْ لَحْمَ بَنِيهِمْ وَلَحْمَ بَنَاتِهِمْ، فَيَأْكُلُونَ كُلُّ وَاحِدٍ لَحْمَ صَاحِبِهِ فِي الْحِصَارِ وَالضِّيقِ الَّذِي يُضَايِقُهُمْ بِهِ أَعْدَاؤُهُمْ وَطَالِبُو نُفُوسِهِمْ.”(إرميا 9:19).

وحزقيال أيضا ” لأَجْلِ ذلِكَ تَأْكُلُ الآبَاءُ الأَبْنَاءَ فِي وَسْطِكِ، وَالأَبْنَاءُ يَأْكُلُونَ آبَاءَهُمْ. وَأُجْرِي فِيكِ أَحْكَامًا، وَأُذَرِّي بَقِيَّتَكِ كُلَّهَا فِي كُلِّ رِيحٍ.”(حزقيال 5:10).

تحقيق النبوّات

لقد لقيت تنبوّات أنبياء الله الملهمين إنجازًا قاتمًا في ثلاثة حصارات مختلفة: أولاً، الحصار السوري للسامرة (2 ملوك 28:6و29). ثانياً، حصار نبوخذنصر الكلداني لأورشليم (مراثي أرميا 20:2؛ 10:4). ثالثًا، الحصار الأخير للمدينة من قبل الرومان بقيادة تيطس. يسجّل المؤرخ جوزيفوس أن الأم أكلت طفلها بسبب المجاعة الرهيبة التي حدثت أثناء حصار أورشليم في عام 70 م.(Wars vi. 3. 4).

في الحصار الأخير، لقي الآلاف حتفهم من المجاعة والأوبئة. كما أن المودة والشعور الطبيعي قد زال. سؤال الرسول كان: “هَلْ تَنْسَى الْمَرْأَةُ رَضِيعَهَا فَلاَ تَرْحَمَ ابْنَ بَطْنِهَا؟”. تلقى الجواب داخل أسوار تلك المدينة المُدانة:” أَيَادِي النِّسَاءِ الْحَنَائِنِ طَبَخَتْ أَوْلاَدَهُنَّ. صَارُوا طَعَامًا لَهُنَّ فِي سَحْقِ بِنْتِ شَعْبِي.”(إشعياء 15:49؛ مراثي أرميا 10:4).

وهكذا تحققت النبوّة التحذيرية التي أُعطيت قبل أربعة عشر قرناً:” وَالْمَرْأَةُ الْمُتَنَعِّمَةُ فِيكَ وَالْمُتَرَفِّهَةُ الَّتِي لَمْ تُجَرِّبْ أَنْ تَضَعَ أَسْفَلَ قَدَمِهَا عَلَى الأَرْضِ لِلتَّنَعُّمِ وَالتَّرَفُّهِ، تَبْخَلُ عَيْنُهَا عَلَى رَجُلِ حِضْنِهَا وَعَلَى ابْنِهَا وَبْنَتِهَا, بِمَشِيمَتِهَا الْخَارِجَةِ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهَا وَبِأَوْلاَدِهَا الَّذِينَ تَلِدُهُمْ، لأَنَّهَا تَأْكُلُهُمْ سِرًّا فِي عَوَزِ كُلِّ شَيْءٍ، فِي الْحِصَارِ وَالضِّيقَةِ الَّتِي يُضَايِقُكَ بِهَا عَدُوُّكَ فِي أَبْوَابِكَ.”(تثنية 56:28و57).

في خدمة الرب,
BibleAsk Team

More Answers: