لم يحب الله اليهود أكثر من الأمميين. اعتبر اليهود أنفسهم منتخبين دينياً بسبب النعمة الخاصة التي أعطاهم إياها الله في تسليمهم الناموس. ولكن، في نظر الله، لم يكن كذلك ” إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ،”(رومية 23:3). لم يحبِّذ الله أمة معينة على أخرى. قال بولس،” لأَنْ لَيْسَ عِنْدَ اللهِ مُحَابَاةٌ”(رومية 11:2). وأخبر بولس أهل أثينا عن الله على أنه ” صَنَعَ مِنْ دَمٍ وَاحِدٍ كُلَّ أُمَّةٍ مِنَ النَّاسِ يَسْكُنُونَ عَلَى كُلِّ وَجْهِ الأَرْضِ، وَحَتَمَ بِالأَوْقَاتِ الْمُعَيَّنَةِ وَبِحُدُودِ مَسْكَنِهِمْ، لِكَيْ يَطْلُبُوا اللهَ لَعَلَّهُمْ يَتَلَمَّسُونَهُ فَيَجِدُوهُ، مَعَ أَنَّهُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا لَيْسَ بَعِيدًا”(أعمال 17: 26-27).
لقد وعد الله أنه يوم القيامة كل شخص سيكون مسؤول عن أعماله.” وَرَأَيْتُ الأَمْوَاتَ صِغَارًا وَكِبَارًا وَاقِفِينَ أَمَامَ اللهِ، وَانْفَتَحَتْ أَسْفَارٌ، وَانْفَتَحَ سِفْرٌ آخَرُ هُوَ سِفْرُ الْحَيَاةِ، وَدِينَ الأَمْوَاتُ مِمَّا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَسْفَارِ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ.” (رؤيا 12:20). كان هدف الله أن يكون اليهود أداة لخلاص الأمميين. وقال الله لموسى أن الغرض من الكشف عن أعماله العظيمة لإسرائيل هو لكي” …أُرِيَكَ قُوَّتِي، وَلِكَيْ يُخْبَرَ بِاسْمِي فِي كُلِّ الأَرْضِ”(خروج 16:9).
لقد أظهر الله نفسه لجميع الأمم بعجائب عظيمة من خلال اليهود. وبهذه الطريقة، أتيحت الفرصة لأكبر الإمبراطوريات (المصرية والآشورية والبابلية والميد والفرس) لمعرفة الله. والله لم يتوقف عند هذا الحد فحسب. بل أرسل لهم أنبيائه لتشجيعهم على التوبة. أُرسل عوبديا إلى أدوم (عوبديا 1: 1)، ناحوم وعظ في آشور (ناحوم 1: 1)، وصفنيا تنبأ بكنعان وإثيوبيا (صفنيا 2: 5 ، 12)، وأصدر عاموس وحزقيال أحكامًا على العمونيين والفينيقيين والمصريين والأدوميين (عاموس 1: 3-15 و2: 1-3؛ حزقيال 25:2, 27:2, 29:2, 35:2). وأرسل يونان للتبشير بالتوبة لسكان نينوى في آشور (يونان 1: 2). وبهذه الطريقة، يكون الله قد حثّ جميع الأمم بما فيه الكفاية.
أيضا، كشف الرب عن حقيقته للعالم من خلال أفراد ذوي تقوى. لقد تأثرت راعوث، وهي مؤابية، بحماتها نعمي لدرجة أنها تبنّت الإيمان اليهودي، وأصبحت في النهاية سلف المسيح (راعوث 1: 16؛ متى 1: 5). شارك الأفراد الصالحين الحق مع الملوك كما كان الحال مع يوسف وفرعون (تكوين 41: 38-39)، وإيليا ونعمان (ملوك الثاني 5: 15-17)، ودانيال ونبوخذنصر (دانيال 29:3, 4: 2-3) ودانيال وداريوس (دانيال 26:6) وإستير وأحشويروش (أستير 8). مارس هؤلاء الملوك السلطة على إمبراطورياتهم وأقام كل منهم إلى حد ما عبادة حقيقية بين شعبه. حتى أن نبوخذنصر وداريوس أصدروا قرارات محددة يعلنون أن إله إسرائيل هو الإله الحقيقي الوحيد (دانيال 4: 1-18؛ 6: 25-27).
الله ليس إله اليهود فقط، بل إله جميع الأمم. لقد عمل عبر إسرائيل لتحقيق خطته النهائية، الخلاص لكل البشر.
في خدمة الرب,
BibleAsk Team