كانت مَلِكَةُ سَبَا امرأة بارزة وثرية في التاريخ القديم. كل من شبه الجزيرة العربية وإثيوبيا يدّعون بها. ومع ذلك، تميل الأبحاث الأثرية الحديثة في جنوب الجزيرة العربية إلى تحديد هوية هذه الملكة بهذه المنطقة وعاصمتها مأرب في اليمن. كانت سَبَا العربية بلدًا رائعًا للأطياب. وذُكرت سَبَا في تجارة الأطياب والأحجار الكريمة والذهب مع صور.
طلبت مَلِكَةُ سَبَا حكمة سليمان في أسئلتها العديدة. ” وَسَمِعَتْ مَلِكَةُ سَبَا بِخَبَرِ سُلَيْمَانَ لِمَجْدِ الرَّبِّ، فَأَتَتْ لِتَمْتَحِنَهُ بِمَسَائِلَ.”(1 ملوك 1:10). وقد منح الله سليمان عطية الحكمة (1 ملوك 5:3-12) حتى ” … لَمْ يَكُنْ أَمْرٌ مَخْفِيًّا عَنِ الْمَلِكِ لَمْ يُخْبِرْهَا بِهِ.”(1 ملوك 3:10).
أعطى سليمان إجابات مفيدة وذكية، وجّهت عقل الملكة إلى المصدر الحقيقي لكل الحكمة والازدهار. بعد أن شهدت مَلِكَةُ سَبَا حكمة سليمان وأعماله، لم تشكره لمجرد حسن ضيافتها ولكن للأهم من ذلك وهو معرفة حق الله. فقالت:”لِيَكُنْ مُبَارَكًا الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذِي سُرَّ بِكَ وَجَعَلَكَ عَلَى كُرْسِيِّ إِسْرَائِيلَ. لأَنَّ الرَّبَّ أَحَبَّ إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ جَعَلَكَ مَلِكًا، لِتُجْرِيَ حُكْمًا وَبِرًّا”(1 ملوك 9:10).
أدت زيارتها إلى اهتدائها وخلاصها (متى 24:12). وامتنانًا لسليمان، قدمت له مَلِكَةُ سَبَا أَطْيَابًا وَذَهَبًا كَثِيرًا جِدًّا وَحِجَارَةً كَرِيمَةً. كما أعطاها هو من مملكته كل ما يريده قلبها ولكن الأهم من ذلك كان الكنوز السماوية التي تفوق أي قيمة بشرية. وعادت إلى وطنها متباركة وممنونة (1 ملوك 13:10).
أراد الله أن يرى العالم حكمة شعب الله لينقادوا إلى مصدر كل الحقيقة. كان هذا هو الدور الذي كان على أمة إسرائيل أن تلعبه في خلاص الأمم الأخرى. أشار يسوع إلى هذه المرأة على أنها ” مَلِكَةُ التَّيْمَنِ” في متى 42:12 ولوقا 31:11. وعلق على ذلك بقوله إنها رغم أنها كانت في الأصل وثنية ، إلا أنها قبلت حقيقة الله على عكس رجال الدين الذين رفضوا تلك الحقيقة.
في خدمة الرب,
BibleAsk Team
