نسل ابراهيم
في رسالته إلى كنيسة غلاطية، كتب الرسول بولس عن نسل ابراهيم قائلاً:” وَأَمَّا الْمَوَاعِيدُ فَقِيلَتْ فِي إِبْرَاهِيمَ وَفِي نَسْلِهِ…” (غلاطية 16:3). في هذه الآية، كان بولس يقتبس من وعد الرب لإبراهيم (تكوين 7:12). كان الغرض من عهد الرب مع إبراهيم هو مجيء المسيح وخلاص البشرية. كانت البركات العظيمة محفوظة لنسل إبراهيم أو أسلافه إذا تعاونوا مع الرب (تكوين 18:22).
في ملء الزمان، أرسل الآب السماوي ابنه كنسل لإبراهيم (غلاطية 4:4). لكن قادة اليهود الدينيين اعتقدوا أنهم من نسل إبراهيم وأنهم نالوا البركات دون الحاجة إلى توبة القلب. لهذا السبب، وبّخهم يوحنا المعمدان قائلاً:” وَلاَ تَفْتَكِرُوا أَنْ تَقُولُوا فِي أَنْفُسِكُمْ: لَنَا إِبْراهِيمُ أَبًا. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ الآب قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هذِهِ الْحِجَارَةِ أَوْلاَدًا لإِبْراهِيمَ.”(متى 9:3). كانوا مطمأنين في أن خلاصهم هو في حفظهم السطحي للناموس من دون أحتياجهم لقوته الداخلية على التغيير (متى 25:23).
تم نقل العهد إلى إسرائيل الروحية
لسوء الحظ، رفض القادة الدينيون الإسرائيليون ابن الآب السسماوي. قال لهم يسوع قبل موته:” لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ.”(متى 43:21). بالطبع وكما رأينا لاحقاً أن قادة إسرائيل أدانوا المخلص وصلبوه (متى 18:20-19). وبناءً على ذلك، لا يمكن أن يصبحوا وسيلة سماوية لخلاص العالم.
بينما فشل قادة إسرائيل، لم تفشل وعود الرب. بدلاً من ذلك، تم نقلها من إسرائيل الجسدية إلى إسرائيل الروحية أو بمعنى آخر, الى كل أولئك الذين يقبلون المسيح بالإيمان ويتبعونه. الآن، أصبح كل من اليهود والأمم الذين قبلوا المسيح بالإيمان أولاد الرب أو كنيسة العهد الجديد وورثة الموعد.
كنيسة العهد الجديد
يقول بولس في غلاطية 27:3-29:” لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ: لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. فَإِنْ كُنْتُمْ لِلْمَسِيحِ، فَأَنْتُمْ إِذًا نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ، وَحَسَبَ الْمَوْعِدِ وَرَثَةٌ.”. في العهد الجديد، الخلاص مفتوح لكل من يؤمن بالمسيح ربًا. لن يُقبل أحد لمجرد تبعيته الدينية، بل بسبب إيمانه باستحقاق بدم المسيح.
مثلما آمن إبراهيم بِالرَّبِّ فَحَسِبَهُ لَهُ بِرًّا. (تكوين 6:15)، وجلب إيمانه الحقيقي ثمار طاعة الرب، وبالمثل يتبرر المؤمن في العهد الجديد بالإيمان.” فَإِنْ كُنْتُمْ لِلْمَسِيحِ، فَأَنْتُمْ إِذًا نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ، وَحَسَبَ الْمَوْعِدِ وَرَثَةٌ.”(غلاطية 29:3). ومن خلال المعمودية ، يمكن أن تكون لهم علاقة بالمسيح ومن خلاله يصبح لهم الحق في الحصول على الوعود التي قُطعت لإبراهيم (الآيات 7-9).
بعد ذلك، سيعيش الرب في قلوبهم من خلال سكنى الروح القدس فيهم ليأتوا بثمار الطاعة لشريعته.” لِكَيْ يَتِمَّ حُكْمُ النَّامُوسِ فِينَا، نَحْنُ السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ.”(رومية 4:8). يرشدنا الكتاب المقدس الى التحول والطاعة الكاملة (متى 48:5؛ كورنثوس الثانية 1:7؛ أفسس 12:4-13؛ كولوسي 28:1). كمال حياة يسوع يسوع في بشريته هي ضمان الهنا السماوي لنا أنه بقوته، يمكننا نحن أيضًا أن ننال كمال الشخصية والانتصار على الخطيّة.
في خدمة الرب,
BibleAsk Team