يونان

كان يونان نبيًا لمملكة إسرائيل الشمالية حوالي القرن الثامن قبل الميلاد. اسم يونان يعني “يمامة”. كان والده أَمِتَّايَ النَّبِيِّ. ويُعرف بأنه من جَتَّ حَافِرَ (2ملوك 25:14). كانت الفترة التي تنبأ فيها فترة من الضيق القومي الكبير (ملوك الثاني 26:14و27) لكنه تنبأ بالرخاء لأمة إسرائيل وتحقق ذلك في أيام يربعام الثاني (حوالي 793-753 قبل الميلاد).

ويونان هو أحد الأنبياء الاثني عشر الغير رئيسيين، وقد كتب سفره بشكل سردي. أمر الله يونان بأن يذهب ويبشر سكان نينوى (عاصمة أشور)الأشرار برسالة التوبة وإلا سيهلكهم بالنار (1: 1-2). لكن يونان، بدلاً من إطاعة أمر الله، هرب إلى ترشيش، وهي مدينة في جنوب إسبانيا، والتي تبعد أكثر من 2500 ميل في الاتجاه المعاكس من نينوى.

أرسل الله عاصفة عظيمة عرّضت السفينة التي كان فيها يونان للخطر. وشعر الناس الذين كانوا على متنها أن الله يعاقب أحدهم. لذلك، أجروا القرعة لمعرفة من هو الجاني. عندما وقعت القرعة على يونان، عرف ما يجب عليه فعله لإنقاذ الآخرين. فطلب منهم أن يلقوا به في البحر حتى تتوقف العاصفة. فترددوا في ذلك وحاولوا النجاة من العاصفة، لكنهم لم يستطيعوا، ففعلوا في النهاية كما قال لهم النبي وألقوه في البحر. أرسل الرب برحمته الحوت ليبتلع النبي لينقذه.

ومكث يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال. ولكن عندما صلى واعترف بخطيّته، سمع الله صلاته (يونان 2:2) وأمر الحوت أن يلقيه إلى الشاطئ. وفي تلك اللحظة أطاع النبي وذهب ليحذِّر مدينة نينوى كما أمر الله. ونتيجة لكرازته تاب أهل مدينة نينوى توبة كاملة، وغفر لهم الله ولم يهلكهم. ولكن بدل أن يفرح بهذا الخلاص العظيم، حزن يونان وتذمر قائلاً:«آهِ يَا رَبُّ، أَلَيْسَ هذَا كَلاَمِي إِذْ كُنْتُ بَعْدُ فِي أَرْضِي؟ لِذلِكَ بَادَرْتُ إِلَى الْهَرَبِ إِلَى تَرْشِيشَ، لأَنِّي عَلِمْتُ أَنَّكَ إِلهٌ رَؤُوفٌ وَرَحِيمٌ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَنَادِمٌ عَلَى الشَّرِّ.”(2:4).

ولمساعدة يونان على فهم رحمة الله اللامتناهية على أولاده، سمح لموجة حارة أن تأتي على نبيه مما جعله يتمنى أن يموت. ولحفظه من الحر المتقد أنبت الرب نباتًا مورقًا وحفظه من الموت في البرية. وفي اليوم التالي، جعل الله النبات يذبل ويموت. وشعر يونان بالأسف على النبات. فَقَالَ اللهُ لِيُونَانَ: «هَلِ اغْتَظْتَ بِالصَّوَابِ مِنْ أَجْلِ الْيَقْطِينَةِ؟» فَقَالَ: «اغْتَظْتُ بِالصَّوَابِ حَتَّى الْمَوْتِ». فَقَالَ الرَّبُّ: «أَنْتَ شَفِقْتَ عَلَى الْيَقْطِينَةِ الَّتِي لَمْ تَتْعَبْ فِيهَا وَلاَ رَبَّيْتَهَا، الَّتِي بِنْتَ لَيْلَةٍ كَانَتْ وَبِنْتَ لَيْلَةٍ هَلَكَتْ. أَفَلاَ أَشْفَقُ أَنَا عَلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي يُوجَدُ فِيهَا أَكْثَرُ مِنِ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ رِبْوَةً مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ يَمِينَهُمْ مِنْ شِمَالِهِمْ، وَبَهَائِمُ كَثِيرَةٌ.(يونان 9:4-11).

من بين الدروس التي تعلِّمها هذه القصة هي أن نعمة الله تجلب الخلاص للجميع (تيطس 11:2)، وأنها في الواقع لم تكن مقتصرة على اليهود بل للوثنيين أيضاً. « أَعْطَى اللهُ الأُمَمَ أَيْضًا التَّوْبَةَ لِلْحَيَاةِ!»(أعمال 18:11). مثل بطرس (أعمال الرسل ١٠)، أدرك يونان على مضض أن الله كان على استعداد لاستقبال أولئك الذين يلجأون إليه من كل الأمم. والدرس الآخر من قصة يونان هو أنه لا يستطيع أحد أن يهرب من الله (إرميا 24:23).

لقد أشار المسيح إلى سفر يونان، وبذلك أثبت صحة الكتاب. بالإشارة إلى “رجال نينوى” الذين استجابوا لدعوة يونان للتوبة، أدان يسوع اليهود الفريسيين والمتكبرين في أيامه (متى 41:12؛ لوقا 32:11). كما استخدم يسوع تجربة يونان في البحر كمثال لموته وقيامته (متى 39:12و40).

في خدمة الرب,
BibleAsk Team

More Answers: