كتب المسيحيون المعاصرون (الذين هم من المتصهينين) كتبًا عن إعادة بناء الهيكل في أورشليم بما فيهم توماس آيس، وراندال برايس، وغرانت جيفري، وهال ليندسي، وتيم لاهاي، وديف هانت، وجون هاجي.
لكن ماذا يقول الكتاب المقدس عن إعادة بناء الهيكل؟
تستند معظم التكهنات حول إعادة بناء الهيكل إلى مرجع واحد في العهد الجديد يتكلم عن سلطةالمسيح الدجال ” لاَ يَخْدَعَنَّكُمْ أَحَدٌ عَلَى طَرِيقَةٍ مَا، لأَنَّهُ لاَ يَأْتِي إِنْ لَمْ يَأْتِ الارْتِدَادُ أَوَّلاً، وَيُسْتَعْلَنْ إِنْسَانُ الْخَطِيَّةِ، ابْنُ الْهَلاَكِ، الْمُقَاوِمُ وَالْمُرْتَفِعُ عَلَى كُلِّ مَا يُدْعَى إِلهًا أَوْ مَعْبُودًا، حَتَّى إِنَّهُ يَجْلِسُ فِي هَيْكَلِ اللهِ كَإِلهٍ، مُظْهِرًا نَفْسَهُ أَنَّهُ إِلهٌ.”(تسالونيكي الثانية 3:2و4).
منذ أن دمر الرومان آخر بيت يهودي لله في عام 70 م. بطبيعة الحال يفترض الكثيرون أنه لكي يجلس المسيح الدجال هناك، يجب إعادة بنائه. لكن دعونا نسمح للكتاب المقدس أن يوضح:
قال الرب لداود:”سُلَيْمَانَ ابْنَكَ هُوَ يَبْنِي بَيْتِي وَدِيَارِي”(أخبار الأيام الأول 6:28). بنى سليمان، ابن داود، بيتًا للصلاة، لكن العهد الجديد يقول أن يسوع هو “ابن داود” الحقيقي، الذي كان سيبني بيته وملكوته اللذان سيدومان إلى الأبد.
علّم يسوع بوضوح أنه جاء ليوجِّه الانتباه من مبنى العبادة المادي إلى جسده، الكنيسة. “أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:«انْقُضُوا هذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ».فَقَالَ الْيَهُودُ:«فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هذَا الْهَيْكَلُ، أَفَأَنْتَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ؟» وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ.”(يوحنا 19:2-21). كان يسوع هو الهيكل الحقيقي لليهود.
ولكن لما رفضه اليهود وطلبوا قتله، قال لهم “هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا.”(متى 38:23). وتنبأ عن تدمير بيته(متى 1:24و2).
وحتى عندما علق يسوع على الصليب، ذكّره المستهزئون بتعاليمه قائلين :«يَا نَاقِضَ الْهَيْكَلِ وَبَانِيَهُ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، خَلِّصْ نَفْسَكَ! إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَانْزِلْ عَنِ الصَّلِيبِ!».(متى 40:27). لكن يسوع لم يكن يتحدث عن إعادة بناء مبنى الهيكل. كان يقصد بناء الهيكل الروحي.
عندما صُلب يسوع،” حِجَابُ الْهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ إِلَى اثْنَيْنِ، مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ” (متى 51:27). بعد أن انشقّ الحجاب من فوق إلى أسفل، أدرك التلاميذ أن المؤمنين أصبحوا هيكل الله على الأرض (كورنثوس الأولى 16:3و17).
أكد بولس هذا بقوله:”فَلَسْتُمْ إِذًا بَعْدُ غُرَبَاءَ وَنُزُلاً، بَلْ رَعِيَّةٌ مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ اللهِ، مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَيَسُوعُ الْمَسِيحُ نَفْسُهُ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ، الَّذِي فِيهِ كُلُّ الْبِنَاءِ مُرَكَّبًا مَعًا، يَنْمُو هَيْكَلاً مُقَدَّسًا فِي الرَّبِّ. الَّذِي فِيهِ أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيُّونَ مَعًا، مَسْكَنًا ِللهِ فِي الرُّوحِ.”(أفسس 19:2-22).” كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيِّينَ كَحِجَارَةٍ حَيَّةٍ بَيْتًا رُوحِيًّا، كَهَنُوتًا مُقَدَّسًا، لِتَقْدِيمِ ذَبَائِحَ رُوحِيَّةٍ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ اللهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ”(بطرس الأولى 5:2).
حتى بعد أن قدّم الرب كل هذه الأدلة الكتابية الواضحة على أن معبده اليوم هو معبد روحي وهو الكنيسة، فإن العديد من المسيحيين المتصهينين ينتظرون ويدعمون اليهود لإعادة بناء الهيكل في الموقع الذي يوجد فيه الآن مسجد عمر (قبة الصخرة). – يُعرف أيضًا باسم جبل الهيكل. ومع ذلك، لا توجد نبوّة واحدة في الكتاب المقدس تذكر إن الهيكل سيعاد بناءه مرة أخرى بعد أن دمره الرومان.
إذاً، ماذا تعني الآية في 2 تسالونيكي 4:2؟ ببساطة تعني أن سلطة المسيح الدجال ستُجلس نفسها فوق كنيسة الرب مدّعية لنفسها العبادة التي هي فقط من حق يسوع المسيح. تاريخيًا، فسّر العلماء البروتستانت باستمرار هذه الآية على أنها السلطة البابوية.
في خدمة الرب,
BibleAsk Team