الإنتقام والكتاب المقدس
عن الإنتقام، يقول الرب،” لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:«لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ. فَإِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ». لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ.”(رومية 19:12-21 وعبرانيين 30:10).
الآية 19 هي اقتباس مأخوذ من العهد القديم: ” لِيَ النَّقْمَةُ وَالْجَزَاءُ. فِي وَقْتٍ تَزِلُّ أَقْدَامُهُمْ. إِنَّ يَوْمَ هَلاَكِهِمْ قَرِيبٌ وَالْمُهَيَّآتُ لَهُمْ مُسْرِعَةٌ.”(تثنية 35:32). يعزي الرب شعبه بأنه هو نفسه سينتقم لهم في الوقت المناسب،” أَفَلاَ يُنْصِفُ اللهُ مُخْتَارِيهِ، الصَّارِخِينَ إِلَيْهِ نَهَارًا وَلَيْلاً، وَهُوَ مُتَمَهِّلٌ عَلَيْهِمْ؟”(لوقا 7:18).
يجب أن يتجاهل المسيحيون فكرة الانتقام الشخصي. لأنه في يوم انتقام الله، سينال الأشرار عقاب أعمالهم الشريرة. بحياتهم في الخطيّة، وضعوا أنفسهم خارج الانسجام مع الله لدرجة أن وجوده بالنسبة لهم هو نار آكلة (2 تسالونيكي 6:1-10؛ رؤيا 15:6-17). نوره الذي هو محبة سيقضي عليهم.
اللطف – أفضل سلاح
لذلك، فإن اللطف هو أفضل انتقام يمكن أن ينتقمه المسيحي من عدوه. يقول سفر الأمثال 22:25 ” فَإِنَّكَ تَجْمَعُ جَمْرًا عَلَى رَأْسِهِ، وَالرَّبُّ يُجَازِيكَ.”على الأعمال الصالحة التي عملتها لعدوك.
الانتقام ليس علامة على القوة بل على الضعف. الشخص الذي يسمح بإثارة أعصابه وتنحية مبادئه المسيحية للمحبة وضبط النفس، يتعرض للهزيمة. لكن من يتحكم في الرغبة في الانتقام، ويحول ما وقع به إلى مناسبة لتقديم اللطف، ينتصر على نفسه وعلى الغضب.
هذه ليست طريقة أفضل فحسب، بل ستكون فعّالة أكثر في مكافحة الكراهية. قد تهدِّئ العدو وتربح شخصاً.” اَلْجَوَابُ اللَّيِّنُ يَصْرِفُ الْغَضَبَ، وَالْكَلاَمُ الْمُوجعُ يُهَيِّجُ السَّخَطَ.” (أمثال 1:15). يميل الإنسان الطبيعي للجواب بغضب، فيصبح الموقف المتوتر أسوأ مما كان. فقط عندما يمتلئ القلب بالمحبة الحقيقية، يستطيع الشخص حينها أن يجاوب بالطريقة الصحيحة.
اقتدِ بالرب
أبانا السماوي هو مثالنا الأسمى. وهو لم يمنح الأشرار الثأر الذي يستحقونه، بل أمطرهم بالحب واللطف في المسيح (يوحنا 16:3). وصلاح الرب وصبره وطول أنااته هو ما يدفع الناس لترك طرقهم الشريرة (رومية 4:2).
لذلك، فإن المسيحي الذي يتحول إلى صورة الله (رومية 2:12) سيُظهر من خلال التعامل مع أعدائه لطف الله. ستظهر أعماله أنه أصبح أكثر فأكثر مثل الله الذي هو محبة (يوحنا الأولى 8:4).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team