سفر دانيال
يقدم سفر دانيال سجلاً لأحداث تاريخية محددة من حياة دانيال وأصدقاؤه الثلاثة. كان هؤلاء الشبان أسرى يهود في الحكومة البابلية. يقدم الحلم النبوي للملك نبوخذ نصر، وتفسير دانيال له. كما أنه يتضمن رؤى أخرى حصل عليها دانيال من الرب.
على الرغم من أن سفر دانيال كُتب أثناء السبي في بابل وبعد ذلك بوقت قصير، إلا أن الغرض منه لم يكن بالضرورة تقديم تاريخ السبي اليهودي. يركّز الكتاب على خبرات محددة للنبي وأصدقائه بالإضافة إلى نبوّات لشعب الله فيما بعد.
غالبًا ما يُعتقد أن سفر دانيال مكتوب في جزأين. تعتبر الفصول الستة الأولى أكثر تاريخية، لأنها تروي قصصًا عن حياة دانيال وأصدقائه بترتيب زمني. ثم الإصحاحات الستة الأخيرة تعتبر نبوية(٧-١٢)، لأنها تذكر بشكل رئيسي النبوّات التي أُعطيت لدانيال خلال فترات مختلفة أثناء أسره في بابل وبلاد فارس.
الأسر
يسجل سفر دانيال سبب وجوده وخدمته العامة في بابل (دانيال 1). تم اقتياده إلى بابل في السبي الأول عام 605 قبل الميلاد، وأصبح خصيًا (دانيال 3:1و6). تم اختيار دانيال وغيره من الأمراء ذوي الدم الملكي ليكونوا متعلمين وجاهزين للمناصب الحكومية (الملوك الثاني 16:20-18). كانت السنوات التسعة عشر الأولى من حياة دانيال في بابل هي نفسها السنوات الأخيرة من وجود يهودا كمملكة، رغم أنها كانت تحت حكم بابل.
أدت الإجراءات الفاشلة ضد البابليين التي اتخذها آخر ملوك يهوذا إلى انتقال الأمة من كارثة إلى أخرى. ظل الملك يَهُويَاقِيمُ، الذي أُسر دانيال أثناء حكمه، مخلصًا لبابل لبضع سنوات. أخيرًا، امتثل لخطة الحزب الموالي لمصر في يهوذا، وتحدى بابل. نتيجة لذلك، هوجمت الأمة، وسُبي السكان، ومات الملك (ملوك الثاني 1:24-6).
بعد 3 أشهر فقط, رأى يهوياكين، ابن الملك، عودة البابليين. هو أيضًا أُسر مع آلاف المواطنين من الطبقة العليا في يهوذا في 597 قبل الميلاد. الملك الذي تبعه كان صدقيا، الذي حاول البقاء مخلصًا لبابل. ومع ذلك، كان ضعيفًا ولم يستطع مقاومة مقترحات مصر ومشاعر مستشاريه ضد البابليين (2 ملوك 20:24 ؛ أخبار الأيام الثاني 11:36-13).
دمار يهوذا
سئم نبوخذ نصر من الثورات المتكررة في إسرائيل وقرر إنهاء مملكة يهوذا. لمدة عامين ونصف، شن حربًا على يهوذا. دمر أورشليم ومعبدها وقصورها وقاد غالبية سكان يهوذا إلى السبي عام 586 قبل الميلاد. كان دانيال في بابل خلال هذا العصر الحزين. كان على علم بهجمات البابليين على وطنه، ورأى وصول اليهود الأسرى. ومن بين الأسرى الملك الشاب يهوياكين وعائلته (ملوك الثاني 10:24-16)، ثم الملك الأعمى صدقيا (ملوك الثاني 7:25).
خدمة دانيال في بابل
خلال هذه السنوات شعر دانيال بالتوتر السياسي الذي كان بين اليهود الأسرى، مما دفع نبوخذ نصر لقتل بعض المحرِّضين الرئيسيين. كان هذا التوتر هو الذي دفع إرميا إلى إرسال رسالة إلى مواطنيه الأسرى ينصحهم بأن يعيشوا حياة سلمية في بابل (إرميا 29). خدم دانيال وأصدقاؤه الثلاثة الملك البابلي بهدوء وخضعوا لحكمه.
بعد تعليمهم، تم اختيار الشبان الأربعة ليكونوا جزءًا من الحكماء (دانيال 18:1-20). الذين عملوا كمستشارين للملك. خلال ذلك الوقت ، أتيحت الفرصة لدانيال لتفسير حلم نبوخذ نصر عن الإمبراطوريات المستقبلية (دانيال 2). نتيجة لذلك، رُقي دانيال في عمله إلى مكانة عالية (دانيال 48:2و49). وهكذا، أتيحت له الفرصة ليخبر الملك عن إله السماء والأرض الذي عبده دانيال وأصدقاؤه.
في وقت لاحق، طلب البابليون مشورة دانيال، في ليلة سقوط بابل، عام 539 قبل الميلاد. حدث هذا عندما دُعي دانيال لقراءة وتفسير الكتابة التي كُتبت باليد على حائط قاعة مأدبة بيلشاصر (دانيال 5).
خدمة دانيال في بلاد فارس
بعد أن أصبح الفرس حكامًا على بابل وإمبراطوريتها، استخدم الملوك الجدد دانيال كرجل دولة متمرس. لذلك، أصبح دانيال مستشارًا رئيسيًا للمملكة (دانيال 1:6-3). يُعتقد أنه هو الذي جلب نبوّات إشعياء إلى الملك الفارسي. ساعدت هذه النبوّات الحاكم على إصدار مرسوم أنهى فيه نفي اليهود وأعاد لهم أمتهم والهيكل.
خلال الفترة الأخيرة لمنصب دانيال الملكي، حاول أعداؤه الغيورين تدميره. لكن الرب أنقذه بأعجوبة (دانيال 6).
تلقى نبي الله رؤى أكثر أهمية خلال السنوات الأخيرة من حياته، بدايتها كانت عند قيادة داريوس (دانيال 9)، ثم تحت حكم كورش (دانيال 10-12).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team