هل يشكك حبقوق في الله؟ من الإصحاحات الثلاثة في سفر حبقوق، أول فصلين هما حوار بين الله والنبي. الرسالة الرئيسية هي أن “البار سيحيا بإيمانه”. تنبأ حبقوق بالكارثة التي ستحدثها بابل على يهوذا قريبًا بسبب خطاياهم، كارثة ستؤدي إلى سبيهم. على الرغم من أن حبقوق نبّه أُمّته إلى هذه الكارثة وتنبأ أيضًا بالدينونة الإلهية على بابل الوثنية، إلا أن شعب يهوذا لم يلتفت إلى تحذيراته.
تساءل حبقوق لماذا سمح الله على ما يبدو، بارتداد وجريمة يهوذا أن تستمر من دون عقاب (حبقوق 1:1-4؛ إرميا 1:12). لذلك، أعلن له الرب أن لديه خطة لمعاقبة يهوذا على طرقهم الخاطئة، وأن الكلدانيين سيكونون الأداة التي من خلالها سينجز هذه الخطة (حبقوق 5:1-11؛ إشعياء5:10-16).
أثار هذا التفسير سؤالًا آخر في ذهن حبقوق: كيف يمكن لله أن يستخدم أمة أكثر شرًا من يهوذا لمعاقبة يهوذا؟ (حبقوق 12:1-17). وباندفاع ولكنه بكل براءة، يطلب إجابة من الله (حبقوق 2: 1). لذلك، وبكل صبر، يؤكد الله للنبي يقين قصده فيما يتعلق بيهوذا (آية 2و3)، ثم يشير إلى حبقوق بحاجته إلى التواضع والإيمان (الآية 4). يقدم الله خطايا بابل العديدة (حبقوق 5:2-19) وأنه يدرك تمامًا شر بابل ويخبر حبقوق أنه لا يزال مسيطرًا على أمور الأرض. لذلك، من الأفضل لجميع الناس أن “يصمتوا” أمامه (الآية 20) وألا يشككوا في حكمته وعدالته.
تساءل حبقوق عن النتيجة النهائية لمصائب يهوذا ولماذا بدا أعداءهم ناجحين وأثرياء رغم أنهم أشرار. لذلك، يجيب الرب مرة أخرى على تساؤلاته ويكشف أن عقاب أمة يهوذا هو من أجل خيرهم الأبدي، بينما النجاح الأرضي لأعدائهم الأشرار هو مؤقّت سوف يتلاشى (حبقوق 3).
بعد أن أدرك أنه قد شكك في الحكمة الإلهية مرات عديدة، تاب حبقوق وطلب أن تختلط العدالة الإلهية بالرحمة (حبقوق 1:3و2). يستجيب الله لهذه الصلاة بالكشف عن عمله المجيد من أجل خلاص المؤمنين وإسقاط أعدائهم (الآيات 3-16). يختتم حبقوق كتابه بتأكيد ثقته في حكمة الله وانتصاره (آية 17-19).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team
