إسرائيل الأيام الأخيرة
يتساءل الكثيرون اليوم عن دور دولة إسرائيل الحديثة في أحداث الأيام الأخيرة. ديف هانت مؤلف الكتاب الأكثر مبيعا “كأس من الصدى المرتعش” يكتب: “تشير الأحداث السريعة الحركة في الشرق الأوسط يوميًا تقريبًا الى النهاية الكبرى — زمن معاناة الشعب اليهودي الكبرى في جميع أنحاء العالم، والتي ستبلغ ذروتها في معركة هرمجدون المرعبة والعودة المجيدة للمسيح لإنقاذ إسرائيل ليملك على العالم من عرش داود المعاد تأسيسه في أورشليم“.
يتحدث المسيحيون عن دولة إسرائيل الحديثة، وإعادة بناء الهيكل اليهودي، وهرمجدون في الشرق الأوسط. ومسيحيين مخلصين يطبقون هذه النبوّات على أماكن حرفية في الشرق الأوسط وعلى أمة اليهود الحديثة. هل هذا صحيح؟ دعونا نسمح للكتاب المقدس أن يجيب:
قال الرب لشعب إسرائيل القديم:” وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ وَأُمَّةً مُقَدَّسَةً…”(خروج 19: 6). في العهد الجديد، يطبِّق بطرس هذه الكلمات حرفياً على كنيسة العهد الجديد أو المؤمنين:” وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ،…”(1 بطرس 9:2).
من هي “إسرائيل” في العهد الجديد؟
يشير بولس، في غلاطية 3، إلى يسوع باعتباره “النسل”، ثم يقول للأمميين (غير اليهود) المهتدين، ” فَإِنْ كُنْتُمْ لِلْمَسِيحِ، فَأَنْتُمْ إِذًا نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ، وَحَسَبَ الْمَوْعِدِ وَرَثَةٌ.”(غلاطية 3: 29). وهكذا، في العهد الجديد، لا ينطبق اسم إسرائيل على يسوع المسيح فحسب، بل أيضًا على أولئك الذين وُلدوا في المسيح – كنيسته! وبعبارة أخرى، أصبح جميع المسيحيين الحقيقيين هم الآن إسرائيل الروحية.
وفقاً للعهد الجديد، يوجد الآن إسرائيلتان. تتألف المجموعة الأولى من بني إسرائيل بالمعنى الحرفي “حَسَبَ الْجَسَدِ”(رومية 9: 3، 4). والمجموعة الثانية هي “إسرائيل الروحية”، المؤلفة من اليهود والأمم الذين يؤمنون بيسوع المسيح-المؤمنين.
كتب بولس الرسول:”…لَيْسَ جَمِيعُ الَّذِينَ مِنْ إِسْرَائِيلَ هُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ،”(رومية 9: 6). أي أنه ليس الجميع جزءًا من إسرائيل الروحية الذين ينتمون إلى أمة إسرائيل الحرفية. ويتابع:” أَيْ لَيْسَ أَوْلاَدُ الْجَسَدِ [المتحدرون من إبراهيم] هُمْ أَوْلاَدَ اللهِ، بَلْ أَوْلاَدُ الْمَوْعِدِ يُحْسَبُونَ نَسْلاً”(الآية 8).
إن أولاد الجسد هم فقط من نسل إبراهيم الطبيعي، ولكن أولاد الموعد يُحسبون كالنسل الحقيقي. اليوم، يمكن لأي شخص – يهودي أو أممي – أن يصبح جزءًا من أمة إسرائيل الروحية من خلال الإيمان بيسوع المسيح كرب ومخلص شخصي.
من هم “اليهود” في العهد الجديد؟
وكما أن هناك إسرائيلتان، هناك أيضاً صنفان من اليهود. أولاً، هناك يهود الجسد المتحدرين من نسل إبراهيم الطبيعي والجسدي. ثانياً، هناك يهود الروح الذين يؤمنون بيسوع المسيح. يكتب بولس:” هُوَذَا أَنْتَ تُسَمَّى يَهُودِيًّا، وَتَتَّكِلُ عَلَى النَّامُوسِ، وَتَفْتَخِرُ بِاللهِ،… فَإِنَّ الْخِتَانَ يَنْفَعُ إِنْ عَمِلْتَ بِالنَّامُوسِ. وَلكِنْ إِنْ كُنْتَ مُتَعَدِّيًا النَّامُوسَ، فَقَدْ صَارَ خِتَانُكَ غُرْلَةً! إِذًا إِنْ كَانَ الأَغْرَلُ يَحْفَظُ أَحْكَامَ النَّامُوسِ، أَفَمَا تُحْسَبُ غُرْلَتُهُ خِتَانًا؟…لأَنَّ الْيَهُودِيَّ فِي الظَّاهِرِ لَيْسَ هُوَ يَهُودِيًّا، وَلاَ الْخِتَانُ الَّذِي فِي الظَّاهِرِ فِي اللَّحْمِ خِتَانًا, بَلِ الْيَهُودِيُّ فِي الْخَفَاءِ هُوَ الْيَهُودِيُّ، وَخِتَانُ الْقَلْبِ بِالرُّوحِ لاَ بِالْكِتَابِ هُوَ الْخِتَانُ، الَّذِي مَدْحُهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ بَلْ مِنَ اللهِ.”(رومية 17:2و25و26و28و29)
لذا، فإن الشخص الذي يُدعى “يهوديًا” لأنه من نسل إبراهيم جسديًا، ومع ذلك يعيش كمخالف للناموس،”ليس يهوديًا” – على الأقل، ليس في نظر الله.”فصار ختانه غرلة”. تم إلغاء ختانه الروحي. وبالتالي فهو أممي بالنسبة لله. والأممي المؤمن، الذي بالإيمان يحفظ “بر الناموس”، تُحسب غرلته ختانًا. فهو عند الله, يُعتبر يهودي.
قال يسوع لليهود:” فَاصْنَعُوا أَثْمَارًا تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ. وَلاَ تَفْتَكِرُوا أَنْ تَقُولُوا فِي أَنْفُسِكُمْ: لَنَا إِبْراهِيمُ أَبًا. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هذِهِ الْحِجَارَةِ أَوْلاَدًا لإِبْراهِيمَ.”.(متى 8:3و9).
كما علم بولس نفس المبدأ:” اعْلَمُوا إِذًا أَنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنَ الإِيمَانِ أُولئِكَ هُمْ بَنُو إِبْرَاهِيمَ.”(غلاطية 3: 7).” لأَنَّنَا نَحْنُ الْخِتَانَ، الَّذِينَ نَعْبُدُ اللهَ بِالرُّوحِ، وَنَفْتَخِرُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، وَلاَ نَتَّكِلُ عَلَى الْجَسَدِ.”(فيلبي 3:3).وهكذا، وفقًا لبولس، فإن اليهودي الحقيقي في نظر الله هو أي شخص – يهوديًا كان أو أمميًا – عنده إيمان شخصي بيسوع المسيح ” لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. فَإِنْ كُنْتُمْ لِلْمَسِيحِ، فَأَنْتُمْ إِذًا نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ، وَحَسَبَ الْمَوْعِدِ وَرَثَةٌ.” (غلاطية 28:3و29).
وردد بطرس نفس الحقيقة للمتحولين من الأمم،” بِالْحَقِّ أَنَا أَجِدُ أَنَّ اللهَ لاَ يَقْبَلُ الْوُجُوهَ. بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ، الَّذِي يَتَّقِيهِ وَيَصْنَعُ الْبِرَّ مَقْبُولٌ عِنْدَهُ.”(أعمال الرسل 34:10و35).
من الواضح اليوم أن وعود الكتاب المقدس ليست لأمة إسرائيل الفعلية أو لليهود، بل لجسد يسوع وأعضاء كنيسته الذين يسيرون كما سار المسيح ويعملون مشيئته (يوحنا 19:2و20). سيكون لهؤلاء المؤمنين بالمسيح دور مباشر يلعبونه في أحداث الأيام الأخيرة من تاريخ هذا العالم.
في خدمة الرب,
BibleAsk Team