الصيام الحقيقي
الصيام الحقيقي قصده الله لتنقية الدوافع وتغيير الحياة. قصد الله أن يتحرر أتباعه من الخطيّة. لكن القادة الدينيين في إسرائيل كانوا يستعبدون الجماهير بتعاليمهم الخاطئة. للأسف، بالنسبة لليهود، أصبحت طقوس الدين غطاءً للاستبداد بالفقراء وسرقة الأرامل والأيتام. تضمن دينهم الباطل كل أنواع الفساد والخداع والظلم (إشعياء 17:1و23؛ هوشع 2:4؛ عاموس 6:2؛ 10:3؛ 1:4 ؛ 11:5؛ 4:8-6؛ ميخا 11:6و12).
على الرغم من أن اليهود القدماء صاموا، إلا أن صيامهم لم يكن بروح التقوى الحقيقية. لأنه لم يؤدي إلى عيش فاضل. لقد صاموا لمجرد الحصول على نعمة عند الله وتأمين رضاه عن أعمالهم الشريرة. لقد اعتقدوا أن الامتناع عن الأكل أهم في نظر الله من الامتناع عن الخطيّة (متى 16:6). لهذا السبب رفض الله صومهم
كتب النبي إشعياء:
“أَلَيْسَ هذَا صَوْمًا أَخْتَارُهُ: حَلَّ قُيُودِ الشَّرِّ. فَكَّ عُقَدِ النِّيرِ، وَإِطْلاَقَ الْمَسْحُوقِينَ أَحْرَارًا، وَقَطْعَ كُلِّ نِيرٍ. أَلَيْسَ أَنْ تَكْسِرَ لِلْجَائِعِ خُبْزَكَ، وَأَنْ تُدْخِلَ الْمَسَاكِينَ التَّائِهِينَ إِلَى بَيْتِكَ؟ إِذَا رَأَيْتَ عُرْيَانًا أَنْ تَكْسُوهُ، وَأَنْ لاَ تَتَغَاضَى عَنْ لَحْمِكَ.”
“حِينَئِذٍ يَنْفَجِرُ مِثْلَ الصُّبْحِ نُورُكَ، وَتَنْبُتُ صِحَّتُكَ سَرِيعًا، وَيَسِيرُ بِرُّكَ أَمَامَكَ، وَمَجْدُ الرَّبِّ يَجْمَعُ سَاقَتَكَ. حِينَئِذٍ تَدْعُو فَيُجِيبُ الرَّبُّ. تَسْتَغِيثُ فَيَقُولُ: هأَنَذَا.”
«إِنْ رَدَدْتَ عَنِ السَّبْتِ رِجْلَكَ، عَنْ عَمَلِ مَسَرَّتِكَ يَوْمَ قُدْسِي، وَدَعَوْتَ السَّبْتَ لَذَّةً، وَمُقَدَّسَ الرَّبِّ مُكَرَّمًا، وَأَكْرَمْتَهُ عَنْ عَمَلِ طُرُقِكَ وَعَنْ إِيجَادِ مَسَرَّتِكَ وَالتَّكَلُّمِ بِكَلاَمِكَ،فَإِنَّكَ حِينَئِذٍ تَتَلَذَّذُ بِالرَّبِّ، وَأُرَكِّبُكَ عَلَى مُرْتَفَعَاتِ الأَرْضِ، وَأُطْعِمُكَ مِيرَاثَ يَعْقُوبَ أَبِيكَ، لأَنَّ فَمَ الرَّبِّ تَكَلَّمَ».(أشعياء 6:59-9؛ 13-14)
الدين العملي
إن طريقة إعادة بناء ” الْخِرَبُ الْقَدِيمَةُ” الموضحة في الآيات 6-10 تدل على إحياء التقوى العملية. تظهر في واجبات المسيحي في الكنيسة وأيضًا في الطريقة التي يعيش بها حياته. لأن أعمال المسيحي هي أفضل مؤشر على علاقته بالله. التقوى العملية لا تعني فقط الصوم عن الطعام بل إطعام الجياع وإطلاق سراح المظلومين. هذا هو الدين الحقيقي الوحيد الذي يقبله الرب (متى 34:25-46). وكيفية معاملة المسيحي للآخرين يعكس كيف سيعامله الله. وهكذا، يرتبط خير المسيحي النهائي فيما يقوم به من أجل الله والآخرين.
عندما يمارس المؤمن الإنتقاد وتقصي الأخطاء والقيل والقال، فإنه يؤذي إخوته المؤمنين. يسبب لهم الإحباط والهزيمة والحزن. لذلك يبتعد الرب عن من مارس مثل هذا السلوك. لا يستطيع الله أن يبارك شخصًا فخورًا وأنانيًا. يجب على المسيحي الحقيقي أولاً أن يصلب نفسه وأن يستسلم بالكامل لعمل التغيير بواسطة الروح القدس. يجب أن يسمح لنعمة الله أن تظهر من خلال محبته للآخرين.
مراعاة السبت
تجديد القلب يبدأ بمراعاتنا للسبت الحقيقي (آية ١٣). سيؤدي هذا إلى عمل الإصلاح الموضح في إشعياء 5:58-12. إن تكريم يوم الله المقدس يعني اننا على علاقة معه ونتذكر قدرته على تحويلنا. لقد أُعطي يوم السبت للإنسان لكي يصبح أكثر شبهاً بخالقه (خروج 8:20).
يوم السبت يقدم للإنسان فرصة التغلب على الأنانية وتنمية عادة عمل مشيئة الله (1 يوحنا 22:3) ومباركة الآخرين. السبت هو أحد أعظم البركات المُعطاة للبشر بواسطة محبة الخالق. وكيفية حفظ شعب الله ليوم السبت تثبت علاقتهم به (إرميا 24:17-27).
وعد بالبركة
إن وعود الله مشروطة بطاعة أولاده. يُظهر إشعياء الفرق بين الصلاة التي يستجيب لها الله والعبادة التي يرفضها (أشعياء 11:1-17؛ 2:58-4). الرب لا يمنح بركته لمن لا يقترب منه بصدق وحق. لكن أولئك الذين يحفظون السبت ويباركون الآخرين سيختبرون علاقة وثيقة مع الله. ويضعهم في “مرتفعات الأرض”. سيُباركون روحياً وجسدياً. لأنه وعد،”.. اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ” (متى 33:6).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team