العبرة من قصة أيوب
تكشف قصة أيوب ما يجري خلف الكواليس في حياة المؤمن. يروي الكتاب كيف ظهر الشيطان في السماء (أيوب 1: 6-7) باعتباره”المشتكي على الإخوة”، وتحدى الله ليختبر أيوب.”فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ الرَّبَّ وَقَالَ: «هَلْ مَجَّانًا يَتَّقِي أَيُّوبُ اللهَ؟ أَلَيْسَ أَنَّكَ سَيَّجْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ وَحَوْلَ كُلِّ مَا لَهُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ؟ بَارَكْتَ أَعْمَالَ يَدَيْهِ فَانْتَشَرَتْ مَوَاشِيهِ فِي الأَرْضِ. وَلكِنِ ابْسِطْ يَدَكَ الآنَ وَمَسَّ كُلَّ مَا لَهُ، فَإِنَّهُ فِي وَجْهِكَ يُجَدِّفُ عَلَيْكَ».”(أيوب 9:1-11)
لقد اختبر الرب أيوب ليظهر روحه المستقيمة. وعلى الرغم من أن خادم الله فقد أولاده وكل ثروته، فقد أجاب قائلاً:” «عُرْيَانًا خَرَجْتُ مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَعُرْيَانًا أَعُودُ إِلَى هُنَاكَ. الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ، فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكًا». فِي كُلِّ هذَا لَمْ يُخْطِئْ أَيُّوبُ وَلَمْ يَنْسِبْ للهِ جِهَالَةً” (أيوب 21:1و22).
ثم، مرة أخرى قام الشيطان” وضَرَبَ أَيُّوبَ بِقُرْحٍ رَدِيءٍ مِنْ بَاطِنِ قَدَمِهِ إِلَى هَامَتِهِ.”(أيوب 7:2).”فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: «أَنْتَ مُتَمَسِّكٌ بَعْدُ بِكَمَالِكَ؟ بَارِكِ اللهِ وَمُتْ!». فَقَالَ لَهَا: «تَتَكَلَّمِينَ كَلاَمًا كَإِحْدَى الْجَاهِلاَتِ! أَالْخَيْرَ نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَالشَّرَّ لاَ نَقْبَلُ؟». فِي كُلِّ هذَا لَمْ يُخْطِئْ أَيُّوبُ بِشَفَتَيْهِ.”(أيوب 9:2و10).
خلال كل التجارب، لم تتزعزع محبة أيوب لله. ومن أعماق الإحباط والألم، وثق برحمة الله وقدرته الخلاصية. وأعلن:” هُوَذَا يَقْتُلُنِي. لاَ أَنْتَظِرُ شَيْئًا. فَقَطْ أُزَكِّي طَرِيقِي قُدَّامَهُ.”(أيوب 15:13). كان يعرف من هو فاديه (أيوب 25:19).
في الإصحاحات 38-42 من هذا الكتاب، يوجد سجل للحوار بين أيوب والله. أراد أيوب من الله أن يجيبه عن سبب عذابه. خاطبه الله بسلسلة من الأسئلة التي لم يستطع الإجابة عليها. فأجاب العبد الأمين:” قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ، وَلاَ يَعْسُرُ عَلَيْكَ أَمْرٌ.فَمَنْ ذَا الَّذِي يُخْفِي الْقَضَاءَ بِلاَ مَعْرِفَةٍ؟ وَلكِنِّي قَدْ نَطَقْتُ بِمَا لَمْ أَفْهَمْ. بِعَجَائِبَ فَوْقِي لَمْ أَعْرِفْهَا.”(أيوب 2:42و3).
تعلِّمنا هذه القصة أننا قد لا نعرف أبدًا أسباب معاناتنا، ولكن يجب أن نثق في أبانا السماوي لأن طرقه كاملة (مزمور 30:18). يجب أن نحب الله سواء فهمنا طرقه أم لا (إشعياء 8:55و9).
يوجد في هذه القصة أجمل نهاية. بعد أن نجح أيوب في تجربته الناريّة، باركه الرب على إيمانه وثقته كثيرًا.” وَبَارَكَ الرَّبُّ آخِرَةَ أَيُّوبَ أَكْثَرَ مِنْ أُولاَهُ… وَكَانَ لَهُ سَبْعَةُ بَنِينَ وَثَلاَثُ بَنَاتٍ…وَعَاشَ أَيُّوبُ بَعْدَ هذَا مِئَةً وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَرَأَى بَنِيهِ وَبَنِي بَنِيهِ إِلَى أَرْبَعَةِ أَجْيَال …”(أيوب 12:42-17).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team