كتب بولس،” وَلكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ باكورة الراقدين.” (كورنثوس الأولى 15: 20). لقد جاء مصطلح ” بَاكُورَةَ” أولاً من العهد القديم. أُمر الإسرائيليون القدماء بتقديم الحزمة الأول من محصول الشعير إلى الكاهن، الذي يقوم بترديدها أمام الرب كتعهد للحصاد الكامل الذي سيتبعه. كان من المقرر أن يتم هذا الإحتفال في 16 نيسان (لاويين 23: 10و11). وعشاءالفصح كان يؤكل في 14 نيسان (الآية 5)، وفي السادس عشر كان يؤتى بالباكورة الأولى.
شيء مثل المسيح
كانت حزمة الترديد للباكورة الأولى من المحصول شيء مشابه للمسيح، “الباكورة الأولى”، أو العهد، للحصاد الكبير الذي سيتبعه. في ذلك الوقت، سيقام جميع الأموات الصالحين عند المجيء الثاني ليسوع (1 كورنثوس 15: 23؛ 1 تسالونيكي 4: 14-16). يخبرنا الكتاب المقدس أن المسيح قام من بين الأموات في نفس اليوم الذي تم فيه تقديم حزمة االترديد في الهيكل (لاويين 23: 14؛ لوقا 23: 56؛ 24: 1).
وتجدر الإشارة إلى أن المسيح لم يكن أول من قام من بين الأموات. آخرون، مثل موسى (متى 17: 3 ؛ لوقا 9: 28-30 ؛ يهوذا 9) ولعازر (يوحنا 11: 43)، ماتوا وقاموا قبل أن يخرج يسوع من القبر. ومع ذلك، فقد عملوا كذلك فقط في الأمل بقيامة المسيح نفسه. لذلك، لولا انتصار المسيح على الموت، لما كانت هناك قيامة أخرى ممكنة. بحقيقة هذا المعنى، يكون المسيح هو باكورة أولائك الذين احتيوا-” بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ”(كولوسي 18:1).
بكر الخليقة
كان المخلص هو “الأول” بكر الخليقة (كولوسي 1: 15، 16؛ 3: 4). لأنه انتصر على الموت (أعمال الرسل ٢: ٢٤؛ رؤيا ١: ١٨)، فقد كفل الحياة لكل من يؤمن به وبسلطانه. فقط يسوع ” الَّذِي أَبْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ “(2 تيموثاوس 1: 10). وهكذا، قاد المسيح المنتصر الطريق في صباح القيامة. في النهاية، سيتبعه العديد من قديسيه الذين كانوا نائمين (في الموت).
القيامة من خلال الإيمان
يعني مصطلح “الباكورة” أن المخلص كان أول من أعلن أن الموتى سوف يُقامون من خلال الإيمان به. قال يسوع:”اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ،”(يوحنا 5: 21- 29 وأيضاً 11: 23–26). أصبح المسيح جسدا واحدا مع البشر، حتى نصبح واحداً معه. فمن خلال هذا الاتحاد يقام المؤمنون من القبر. بالإضافة إلى ذلك، من خلال هذه الوحدة نفسها “… نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ.” (2 كورنثوس 3: 18).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team