عن الخطيّة التي لا تغتفر, يقول الكتاب المقدس: ” فَإِنَّهُ إِنْ أَخْطَأْنَا بِاخْتِيَارِنَا بَعْدَمَا أَخَذْنَا مَعْرِفَةَ الْحَقِّ، لاَ تَبْقَى بَعْدُ ذَبِيحَةٌ عَنِ الْخَطَايَا، بَلْ قُبُولُ دَيْنُونَةٍ مُخِيفٌ، وَغَيْرَةُ نَارٍ عَتِيدَةٍ أَنْ تَأْكُلَ الْمُضَادِّينَ.”(عبرانيين 26:10).
يشعر البعض بالإحباط عندما يقرؤون هذه الآية ولا يفهمون النقطة الفاصلة بين الخطيّة والحصول على الغفران من جهة وارتكاب الخطيّة التي لا تغتفر من جهة أخرى.
أن تخطئ عمداً يعني الاستمرار في الخطيّة عمداً كما يوضح السياق (انظر الآية 29)، فإن الإشارة هنا ليست إلى أفعال الخطيّة التي ارتكبت بمعرفة كاملة عن شخصيتها الشريرة، ولكن إلى الموقف الذهني الذي يسود عندما يتخلى الشخص عن المسيح عمداً، ويرفض الخلاص، ويرفض الروح القدس. هذه خطيّة متعمدة ومستمرة ومتحدية. إنه عكس القرار السابق بقبول الخلاص بالمسيح وتسليم قلبه وحياته له. ما يؤدي إلى الخطيّة التي لا تغتفر هو الإرتداد مع سبق الإصرار (متى 31:12و32).
كل الخطاة هم في حالة تمرد ضد الله (رومية 7:8) ولكن، كما أوضح بولس للأثينيين، قبل معرفة الخطاة للحق، يتغاضى الرب عَنْ أَزْمِنَةِ الْجَهْلِ. (أعمال 30:17). قبل أن يسطع نور الحق في قلوب الناس، لا يحاسبهم الله على الظلمة التي سادت هناك (يوحنا 22:15؛ لوقا 34:23؛ 1 تيموثاوس 13:1). الله أحب الخطاة وأرسل ابنه ليخلصهم (يوحنا 4:1و5، 9-12؛ 16:3؛ متى 13:9).
ولكن عندما يأتي النور ويختار الناس الظلمة، فإنهم يقفون حاكمين على أنفسهم أمام الله (يوحنا 19:3)،” فَإِنَّهُ إِنْ أَخْطَأْنَا بِاخْتِيَارِنَا بَعْدَمَا أَخَذْنَا مَعْرِفَةَ الْحَقِّ، لاَ تَبْقَى بَعْدُ ذَبِيحَةٌ عَنِ الْخَطَايَا،”(عبرانيين 26:10؛ يعقوب 17:4). وهكذا تبدأ الخطيّة التي لا تغتفر. لكن أولئك الذين يشعرون بالتبكيت على الخطيّة وعندهم الرغبة في التوبة لم يرتكبوا الخطيّة التي لا تغتفر.
إذا انزلقت وأنت تكافح من أجل التغلب على الخطيّة، فيمكنك المطالبة بالوعد التالي وتثق في أن الرب لن يغفر لك فحسب، بل يشفيك أيضًا ويمنحك النصر التام” إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ.”(1 يوحنا 9:1).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team