اليوم، أصبحت المواد الإباحية أكثر شيوعًا ويمكن الوصول إليها بأبسط من أي وقت مضى. في حين أن الكتاب المقدس لا يذكر المواد الإباحية على وجه التحديد، فإن استخدام المواد الإباحية يتعارض بشكل مباشر مع ما يعلمه الكتاب المقدس. قال يسوع:” إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ.” (متى 28:5). يشير الرب هنا إلى الوصية العاشرة عندما حذر من النظر إلى “امرأة ليشتهيها”. وهكذا، فإن الشخص الذي يأمر عواطفه وإرادته بما يتماشى مع الوصية العاشرة محمي من مخالفة الوصية السابعة (الزنا).
الفئات الرئيسية الثلاث التي تتعلّق بالخطية هي شهوة الجسد وشهوة العيون والكبرياء (يوحنا الأولى 16:2). فالمواد الإباحية تجعل الإنسان يشتهي الجسد، وتنطوي أيضًا على شهوة العينين. إن شهوة العقل هي الفعل الأساسي للمواد الإباحية. ” لأَنَّهُ كَمَا شَعَرَ فِي نَفْسِهِ هكَذَا هُوَ”(أمثال 7:23). يشير المسيح إلى أن الشخصية لا تتحدد بالعمل الخارجي بقدر ما تتحدد بالعمل الداخلي الذي يحفِّز الفعل. الخطيّة هي أولاً وآخراً عمل من أعمال القوى العليا للعقل – السبب، قوة الاختيار، الإرادة (أمثال 19:7). الفعل الخارجي هو مجرد امتداد للقرار الداخلي.
المواد الإباحية تقود الإنسان إلى الإدمان الجنسي الشديد والرغبات الشريرة. عندما يدمن الإنسان يصبح عبداً لإدمانه.” وَاعِدِينَ إِيَّاهُمْ بِالْحُرِّيَّةِ، وَهُمْ أَنْفُسُهُمْ عَبِيدُ الْفَسَادِ. لأَنَّ مَا انْغَلَبَ مِنْهُ أَحَدٌ، فَهُوَ لَهُ مُسْتَعْبَدٌ أَيْضًا!”(2 بطرس 19:2). إن الادعاء بأن المواد الإباحية لا تؤذي أحداً هو أكثر بقليل من محاولة “لتسمية الشر خير والخير شر” (إشعياء 20:5). المؤمنون هم هيكل الروح القدس (كورنثوس الأولى 19:6) وتدنيس هيكل الله هو خطيّة ضد الله (كورنثوس الأولى 17″3).
أدرج بولس بعض أعمال الجسد التي يدينها الله على أنها خاطئة:” وَأَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ، الَّتِي هِيَ: زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ بِدْعَةٌ حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ، وَأَمْثَالُ هذِهِ الَّتِي أَسْبِقُ فَأَقُولُ لَكُمْ عَنْهَا كَمَا سَبَقْتُ فَقُلْتُ أَيْضًا: إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ.”(غلاطية 19:5-21). تندرج المواد الإباحية في فئات العهارة، والنجاسة، والفجور، والنزعة والتي من شأنها أن تستبعد كل من يتورطون فيها عن ملكوت الله.
لذلك حذر بولس المؤمنين قائلاً:” أَتَكَلَّمُ إِنْسَانِيًّا مِنْ أَجْلِ ضَعْفِ جَسَدِكُمْ. لأَنَّهُ كَمَا قَدَّمْتُمْ أَعْضَاءَكُمْ عَبِيدًا لِلنَّجَاسَةِ وَالإِثْمِ لِلإِثْمِ، هكَذَا الآنَ قَدِّمُوا أَعْضَاءَكُمْ عَبِيدًا لِلْبِرِّ لِلْقَدَاسَةِ.”(رومية 19:6؛ غلاطية 16:5-17). وأضاف أن القداسة الحقيقية لا يمكن أن تتحقق إلا عندما يختار الإنسان أن يصلب” الْجَسَدَ مَعَ الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ.” ويرعى ثمار الروح التي هي:” مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ” (غلاطية 22:5-24).
” أَخِيرًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ كُلُّ مَا هُوَ حَقٌّ، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ، فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا. (فيلبي 4: 8). ولهذا الغرض، يعدنا الرب بتقديم كل النعمة والقوة اللازمتين للتغلب على خطيّة المواد الإباحية عن طريق تغيير الذهن (رومية 2:12). بالنسبة لأولئك الذين يختارون التغلب على خطيّة المواد الإباحية، يجب أن يشرعوا في إشباع أذهانهم بكلمة الله (يوحنا 51:6)، والصلاة باستمرار (تسالونيكي الأولى 16:5-18)، وعدم كشف ذهنهم للشر ” لاَ أَضَعُ قُدَّامَ عَيْنَيَّ أَمْرًا رَدِيئًا”(مزمور 3:101).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team