قام يسوع بأعماله العجائبية في إقامة الأموات لأسباب محددة وفقًا لخطة والده الأزلية. في الحكمة الإلهية، حان وقت يوحنا المعمدان أن يرتاح. لأن يوحنا أنجز كل ما طلبه الرب منه وأتم رسالته على هذه الأرض. هذه المهمة كانت تهيئة الطريق للرب بدعوة الناس إلى التوبة وبالتالي مواكبة ملكوت المسيح (يوحنا 23:1؛ متى 2:3).
الحياة البشرية ما هي إلاّ رحلة مؤقتة بهدف إعداد الذات والآخرين للحياة القادمة(عاموس 12:4). عندما يتم تحقيق هذه المهمة بنجاح، يضع الله أولاده للراحة من أعمالهم. وينتظرون في القبر قيامة الصالحين لينالوا مُجازان الحياة الأبدية (متى 23:25).
شرف دنيوي
تحدث المسيح عن الشرف العظيم الذي ناله يوحنا في هذه الأرض. تجاوز هذا الشرف الحياة نفسها. لأنه قال: ” اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ….”(متى 11:11).
لم يكن لأي نبي امتيازاً أكبر من يوحنا الذي كان سيٌصبح المُعلن الشخصي لمجيء المسيح الأول. أنبياء العهد القديم كانوا ليتنازلوا عن أي امتياز لهذا الشرف الجليل. مثل إبراهيم، كان الجميع يتطلعون إلى اليوم الذي سيأتي فيه المسيح، وكانوا سعداء حتى برؤيته بالإيمان (يوحنا 56:8). لكن يوحنا نال شرف مواكبة المخلص ومملكته إلى العالم (إشعياء3:40).
أجر سماوي
مات يوحنا كشهيد (متى 14). ولهذا سيحصل على مجازاته العظيمة عند القيامة. قال يسوع: ” طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ… اِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا، لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ…” (متى 5: 10-12). الحياة في السماء من دون مقارنة أكثر متعة من الحياة على الأرض (كورنثوس الأولى 2: 9). من دون أي شك، يوحنا كان يتطلع بشغف إلى السماء لأنه عاش حياة بائسة في البرية (متى 3: 4 ؛ لوقا 80:1). لذا، فإن استدعائه للراحة من أعماله كان عملاً رحيماً من الله.
في خدمة الرب,
BibleAsk Team
