يعدنا الله بالحماية وهو دائماً يحمينا، لكننا نرى أيضًا استشهاد بعض القديسين. قد يبدو هذا سؤالًا يصعب الإجابة عليه ومناقد لنفسه، لكن دعونا نلقي نظرة على الكتاب المقدس. يقول النبي داود:
“«لَوْلاَ الرَّبُّ الَّذِي كَانَ لَنَا». لِيَقُلْ إِسْرَائِيلُ: «لَوْلاَ الرَّبُّ الَّذِي كَانَ لَنَا عِنْدَ مَا قَامَ النَّاسُ عَلَيْنَا، إِذًا لاَبْتَلَعُونَا أَحْيَاءً عِنْدَ احْتِمَاءِ غَضَبِهِمْ عَلَيْنَا، إِذًا لَجَرَفَتْنَا الْمِيَاهُ، لَعَبَرَ السَّيْلُ عَلَى أَنْفُسِنَا. إِذًا لَعَبَرَتْ عَلَى أَنْفُسِنَا الْمِيَاهُ الطَّامِيَةُ». مُبَارَكٌ الرَّبُّ الَّذِي لَمْ يُسْلِمْنَا فَرِيسَةً لأَسْنَانِهِمْ. انْفَلَتَتْ أَنْفُسُنَا مِثْلَ الْعُصْفُورِ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِينَ. الْفَخُّ انْكَسَرَ، وَنَحْنُ انْفَلَتْنَا. عَوْنُنَا بِاسْمِ الرَّبِّ، الصَّانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ.” مزمور 124
لو كان الأمر بيد الشيطان، لكان بدفعة واحدة مسح كل الصالحين من على وجه الأرض. واجه داوود المخاطر باستمرار مثله مثل أي شخص آخر في الكتاب المقدس، وخاض حروبًا عديدة، ومع ذلك فقد حماه الرب خلال كل ذلك وعاش حياته على أكمل وجه حتى يتمم مشيئة الله. لن يسمح الله أبدًا للشيطان بإنهاء حياة أولاده ما لم يكون عملهم قد تم. المثال على ذلك هو يوحنا المعمدان.
وأيضًا، كان الشيطان لمحى التلاميذ من الوجود، لكن الله حماهم ليواصلوا رسالته حتى النهاية. لم يكن أحد قادرًا على إيذائهم بأي شكل من الأشكال حتى تتم مهمتهم أو يأتي من هو أعظم. وعد يسوع تلاميذه، ” يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ، وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئًا مُمِيتًا لاَ يَضُرُّهُمْ،…”(مرقس 16: 18).
ولكن عندما ينتهي السباق، ويتم إنجاز المهمة، يمكننا أن نقول مع بولس الرسول ” فَإِنِّي أَنَا الآنَ أُسْكَبُ سَكِيبًا، وَوَقْتُ انْحِلاَلِي قَدْ حَضَرَ. قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ، وَلَيْسَ لِي فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ أَيْضًا.”(2 تيموثاوس 4: 6-8).
في كل العصور، كما في الكنيسة الأولى، ابتهج أولئك الذين يحبون الرب” لأَنَّهُمْ حُسِبُوا مُسْتَأْهِلِينَ أَنْ يُهَانُوا مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ.” (أعمال الرسل 41:5 ؛ بطرس الأولى 2: 19-23؛ 14:3؛ 4: 14). لذلك، فإن الاستشهاد هو أسمى شرف يمكن أن يختبره المسيحي. قال المسيح لأولئك الذين سيكونون تلاميذه:” وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. “(متى 22:10)، لكنه شجعهم قائلاً: “… وَمَنْ أَضَاعَ حَيَاتَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا.”(متى 39:10)
خلال الأبدية، سيتم تكريم أولئك الذين استشهدوا من أجل المسيح لأنهم اتبعوا مثال سيدهم الذي بذل حياته من أجلهم. لهذا السبب أعطانا يسوع الأمل قائلاً، ” طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي، كَاذِبِينَ. اِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا، لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُمْ هكَذَا طَرَدُوا الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ.”(متى 5: 10-12).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team